في مأتم حاشد شيعت مدينة عاليه و الحزب التقدمي الإشتراكي المناضل المرحوم زياد شهيب، بحضور النائبين أكرم شهيب وهادي أبو الحسن ممثلاً الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، مفوض الإعداد والتوجيه عصام الصايغ، وكيلي داخلية عاليه يوسف دعيبس والمتن عصام المصري، رئيس بلدية عاليه وجدي مراد، رئيس جمعية تجار عاليه سمير شهيب والرواد التقدميين، فعاليات أهلية، رؤساء بلديات ومخاتير ووفود من المشيعين.
تخلل التشييع كلمات رثاء تناولت مزايا الفقيد، وتحدث باسم “التقدمي” النائب هادي أبو الحسن، فقال: “شاء القدر اليوم أن نأتي إلى عاليه، إلى القلعة الوطنية العربية الأبية، نأتي إلى حيث سطّر التاريخ حكايات مجدٍ وبطولة وعنفوان، نأتي لنقف معكم وقفة وفاءٍ في يوم من إستحق الوفاء، نأتي لنودع معكم رجلاً صلباً شهماً شجاعاً، ومناضلاً مؤمناً ملتزماً مقداماً، نأتي إلى المدينة التي عشقها زياد وعاش مراحل شبابه وعطائه متنقلاً بين بيوتها وشوارعها وروابيها، فعانق ترابها وحماه، وبعرق الجبين رواه، فإمتزج عرقه بدماء رفاقه الشهداء والجرحى الأبطال الأشداء الذين اسقطوا بفضل تضحياتهم كلّ محاولات تفتيت لبنان وإسقاطه وإخضاعه وإلحاقه، فحافظوا على الهوية وصانوا الارض والعرض والقضية، واستمرت المسيرة مع كوكبة من الرجال الرجال، منهم من قضى ومنهم من مضى ولا يزال على درب النضال الحقيقي من أجل وطن حر سيد عربي مستقل، فأنبتت الارض مواسم عزة وكرامةً وعنفوان، ستحكي سيرتها اجيال واجيال”.
أضاف: “نحضر اليوم يا أبا وائل وفراغ غيابك يملؤه طيفك الحاضر في وجدان وذاكرة الأهل والرفاق والاصدقاء، يا له من مشهد محزن وكأني أراك في عيون أهلك واصدقائك ورفاقك المفجوعين برحيلك، لكن رغم المصاب الجلل فنحن قوم نؤمن بحتمية نفاذ القدر وإن تعددت الاسباب، ونسلّم بمشيئة الله ونقابل المصاب بإيمان عميق مرتكز إلى قاعدة الرضى والتسليم”.
تابع: “تغيب عنا يا أبا وائل ولبنان الذي آمنت به ودافعت عنه يعود إلى دائرة الخطر من جديد، وها هي الأفعى تطل برأسها من جديد وتستبيح قرى الجنوب اللبناني قصفاً وعدوناً وتدميراً وتهجيراً، ها هي بالأمس نفخت سمومها في ضاحية بيروت وإستهدفت قادة المقاومة الفلسطينية، وكأنه لم يشبعها شلال الدماء الدفّاق في غزة العزّة، لتشن هجوماً إرهابياً جديداً شكّل تجاوزاً خطيراً للخطوط الحمراء، في لحظة دقيقة وحساسة من الصراع الدائر في لبنان والمنطقة، من هنا من عاليه من المدينة التي وقفت عام 1982 في وجه المحتل الغاصب وواجهته بسواعد رجالها الأشداء وصمود أهلها الشرفاء، واسقطت مشروعه التقسيمي، من المدينة التي شهدت على ترنح الغزاة، فرحلوا عنها وبقيت هي حرة عزيزة منيعة عصيّة، من هنا نعلن شجبنا وإدانتنا لهذا العدوان الجبان، ونجدد إنحيازنا الكامل إلى جانب القضية الفلسطينية التي حملها في عقله وقلبه ووجدانه وضميره كبير شهدائنا المعلم الشهيد كمال جنبلاط”.
وقال أبو الحسن: “من عاليه من قلب الجبل نوجّه التحية إلى الشعب الفلسطيني الصامد الذي ينتصر كل يوم بدمائه على سيوفهم الحديدية الإجرامية، كيف لا وهم اصحاب الارض واصحاب الحق، وما مات حق وراءه مطالب، فكيف إذا كان الحق ارض فلسطين العزيزة وحلم شعبها التوّاق إلى إسترجاع الحقوق المسلوبة وإن طال الزمن”.
أضاف: “أمام هول ما يجري وبعدما إستنفذت آلة القتل الإسرائيلية كل قدراتها، وبعدما فشل العدو بتحقيق أهدافه، نؤكد موقفنا الذي أعلناه منذ اليوم الاول، بضرورة وقف العدوان الهمجي، وولوج طريق الحل السياسي القائم على قاعدة إستعادة الحقوق وفق مبدأ الارض مقابل السلام ، هذا هو طريق الخلاص الوحيد للخروج من هذه الحرب العبثية، وما عدا ذلك مزيد من الدماء والدموع والدمار د، لكن المعادلة باتت معالمها واضحة، فللحق الانتصار، وللغاصب الإنكسار، ولو بعد حين، وان طال الانتظار “.
تابع: “تغيب عنا يا زياد والوطن يعاني من أزمات كبيرة وخطيرة، ولا يمكن تجاوز تلك المخاطر إلا برؤية وطنية وحكمة وتضامن وقرار إنطلاقاً من قاعدة الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وتحصينها وتلافي الشغور والفراغ فيها، وإطلاق عجلة الإصلاح وإستعادة حقوق الناس وتأمين الاستقرار الذي لا يتحقق إلا من خلال الحفاظ على إتفاق الطائف وتطبيق مندرجاته بعيداً عن الرهانات المدمّرة، هذا الاتفاق الذي كان الفضل في ولادته لتضحيات المناضلين أمثال زياد شهيب ورفاقه الأبطال في جيش التحرير الشعبي والمناضلين الشرفاء”.
وختم بالقول: “ايها المشيعون الكرام، اليوم يترجل فارس جديد من فرسان مسيرتنا لكن هذه المسيرة ستمضي بزخم وإصرار وعزيمة لا تلين، سنفتقدك يا أبا وائل في كل الاستحقاقات والميادين، سنفتقدك في ايام الشدة والشقاء، سنفتقدك في ايام السلم والرخاء، برحيلك سنفتقد الاخ المخلص، والصديق الصدوق والرفيق الوفي، رحمك الله يا زياد، بإسم الزعيم الوطني الرئيس وليد جنبلاط وبإسم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط وبإسم الحزب قيادةً وأعضاء اتقدم من ابناء مدينة عاليه عموماً، ومن آل شهيب الكرام خصوصاً ومن أسرة فقيدنا الغالي بأحر التعازي، راجياً الله عزّ وجل أن يسكن فقيدنا فسيح جنانه وأن يشمله بواسع رحمته ويطيّب ثراه، وان يلهمكم جميعاً جميل الصبر والسلوان”.