IMLebanon

اغتيال “حماس” في قلب الضاحية: هذه تداعياته على لبنان

كتبت يولا هاشم في “المركزية”:

في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت وعلى اوتوستراد هادي نصرالله، اغتالت اسرائيل أمس عضو المكتب السياسي في حركة “حماس” الشيخ صالح العاروري والقائدين في كتائب القسام سمير فندي “أبو عامر” وعزام الأقرع “أبو عمار” بثلاثة صواريخ اطلقتها مسيرة في اتجاه شقة كان يعقد فيها اجتماع للفصائل الفلسطينية وسيارة للمرافقين. فما تداعيات هذه الخطوة على لبنان؟

مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر يؤكد لـ”المركزية” ان “ما حصل أمس يشكّل نقطة تحوّل في العمليات التي تقوم بها اسرائيل، انتقلت من القصف المدمر الذي نشهده في غزة الى عملية نوعية بمعنى استهداف. وبالتالي لا بد للمراقب من وضعها في إطار الضغوط الاميركية على اسرائيل لتغيير اسلوب المعركة. منذ 7 اكتوبر لم تطلب الولايات المتحدة الاميركية من اسرائيل وقف الحرب بل تغيير أسلوب تعاطيها”.

ويشير نادر إلى ان “منذ اللحظة الاولى كانت واشنطن وما زالت لا تريد وقف إطلاق النار، بل تطلب هدنة انسانية وتمرير مساعدات، لأن من شأن ذلك أن يعطي، من وجهة نظرها، انتصارا لحماس ولايران من خلفها، لكنها في الوقت عينه ترفض هذه الطريقة من القصف المدمر العشوائي الذي تعتمده اسرائيل وتطلب منها بأن تتعلم من أخطائها وأن تستبدلها بعمليات نوعية. وهذا ما فعلته تل أبيب، إذ لا يمكن ألا أن نقرأ في هذا الحدث استجابة للطلب الاميركي، الذي أدى ربما إلى حشر الأميركيين أي بمعنى “هذا ما طلبتموه ونحن نفذنا”. وبالتالي واشنطن ليست في موقف سهل، فهي من جهة لا تريد ان تفتح جبهة حرب في الاقليم، ومن جهة اخرى لا تريد استمرار المعارك كما هي في غزة، كما أنها لا تريد وقف إطلاق النار. فعندما تقول الولايات المتحدة بأنها لا تريد وقف إطلاق النار لكن تطلب تغيير نهج المعركة وفي الوقت نفسه تقول بأن ليس لديها مصلحة في توسع الحرب، فالموقف ليس بالسهل، ولذلك علينا ان نرى ما إذا كانت هذه العملية ستقود الى عملية مماثلة ورد فعل مماثل من حزب الله، ما قد يفتح المجال او يعطي المبرر لاسرائيل لتوسيع الحرب على مستوى الاقليم. وهنا يكمن الخطر في حادث الاغتيال. فلا الاميركيون لديهم مصلحة في توسع الحرب ولا الايرانيون. ايران تسعى الى وقف اطلاق النار وواشنطن تسعى لتغيير اسلوب المعركة وحصرها بعملية نوعية تستهدف قيادات حماس وتحاول إخراج الرهائن”.

ويؤكد نادر “أنها المرة الاولى التي تُستهدف فيها بيروت. قواعد الاشتباك التي كانت قائمة في الجنوب، كانت بمثابة لعبة تنس، يقصف الجانب الاول فيرد عليه الآخر، ضمن حرب مضبوطة الايقاع، لأن لا ايران لديها مصلحة في توسيع الحرب في حينه، ولا اسرائيل تريد الدخول في أمور أكبر. واستمرت الحال كذلك بعد 7 اكتوبر لكن مع ارتفاع وتيرة الاشتباكات، لأن حزب الله لا يمكنه ان يكون غائبا عن المعركة كونها تعنيه مباشرة، ولا ايران كذلك الأمر، والطرفان ليس لديهما مصلحة في توسيعها”، معتبراً أن “التصعيد بدأ يخرج عن قواعد الاشتباك القائمة بسبب إصرار اسرائيل على إقفال الجبهة الجنوبية تارة بالطرق الدبلوماسية وطورا بزيادة الضغط عسكريا. وكانت هناك محاولة أيضاً لضربة استباقية على لبنان من قبل وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، اوقفها الرئيس الاميركي جو بايدن”.

ويختم: “الجديد اليوم انها المرة الأولى منذ العام 2006 يأخذ فيها التصعيد بعداً خطيراً فيخرج من الساحة الجنوبية الى قلب بيروت، معقل “حزب الله”، لكنه يستهدف قيادات من حركة “حماس”. وبالتالي اسرائيل احرجت الولايات المتحدة لأنها هي من طلبت تغيير اسلوب المعركة، فغيرته، وهي من طلبت منها استهداف القيادات فقط، وهذا ما فعلته. وليس هذا فقط، بل وجهت رسالة للبنان بأنها لا تستهدف الحكومة اللبنانية ولبنان وإنما الامر بينها وبين “حماس” ،لذلك واشنطن اليوم في موقع لا تُحسد عليه، لأنها سترى ايضا ان هذا النوع من الاستهداف ممكن ان يؤدي الى توسيع الصراع الامر الذي لا تريده. حزب الله ايضا في موقع حرج كيف لا يردّ والمسألة حصلت في عقر داره، وهو إن ردّ يعطي اسرائيل الحجة لتحصل على ما تريده اي توسيع الحرب في الاقليم لأن هناك من يعتبر في الداخل الاسرائيلي ان هذه هي اللحظة المناسبة، او يرضخ للمطلب الاسرائيلي الاساسي بالانسحاب الى شمال الليطاني. هذه الوضعية تزيد كثيرا من منسوب حرب تشمل لبنان والمنطقة ولذلك هي تطور خطير”.