كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
توعد حزب الله وسائر الاذرع الممانعة في المنطقة، بالرد على اغتيال القيادي الرفيع في حركة حماس صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، امس.. لكننا لن نتوقف طويلا عند طبيعة هذا الرد وحجمه وشكله، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، خاصة وأن هذه الردود غالبا ما لا تأتي وتبقى في اطار التهديد .. فها هو تاريخ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني يعود للعام الرابع، والانتقام له لم يحصل بعد.. على اي حال، هذه النقطة ستكون حاضرة بقوة في الخطاب الذي يلقيه عند السادسة مساء اليوم، الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. غير ان السؤال الذي تطرحه المصادر بقوة هو “هل سيتحول لبنان الى ساحة جديدة لتصفية القيادات الممانعة، مباحة امام اسرائيل وضرباتها، تماما كما هي سوريا اليوم” ؟!
وفق المصادر، ثمة تخوف جدي من سلوك الامور في لبنان، هذا المنحى الخطير.. في سوريا، تستهدف تل ابيب في وتيرة باتت شبه يومية، قيادات ايرانية، كان آخرها رضي موسوي، صديق قاسم سليماني.. وبعد ذلك، ضربت مطار دمشق متسببة وفق المعلومات، بمقتل ١١ من الحرس الثوري.. كما انها تدك باستمرار اسلحة ايرانية ومجموعات مسلحة موالية لايران، حيث نعى حزب الله منذ ايام عناصر له سقطوا في سوريا.. كلما ارتأت اذا ان ثمة تهديدا لها ولأمنها، لا تتردد اسرائيل في تنفيذ غارات وعمليات عسكرية في سوريا، وهي تحظى هنا، بضوء اخضر دولي اميركي – روسي – اوروبي، واضح لا غبار عليه.
لكن بعد ٧ تشرين، بدأت تل ابيب ترى في قيادات “حماس” والفصائل التي تدور في فلكها، التهديدَ عينه الذي تراه في القيادات الايرانية.. وهي وضعت لوائح بالمسؤولين في الحركة والجهاد الاسلامي… المطلوبة تصفيتهم.
وبدل ان يحمي لبنان رأسه وينأى بنفسه عن شلال الدم في غزة، انغمس فيه او أغرقه فيه حزب الله الذي قرر فتح الجبهة الجنوبية، ولم يكتف بالتحرك وحده على الحدود، بل انضمت اليه ايضا فصائل فلسطينية كحماس والقسام وسراي القدس… وفي موازاة النشاط العسكري هذا، راحت قيادات هذه الفصائل تجتمع في بيروت وتنظم صفوفها فيها وتطلق تنظيمات جديدة كطلائع طوفان الاقصى، وتجتمع مع حزب الله وامينه العام دوريا للتشاور والتنسيق. فكانت نتيجة هذا الواقع ان اسرائيل بدأت تصفي هذه القيادات الفلسطينية على الاراضي اللبنانية. منذ اسابيع استهدفت سيارة كان على متنها حمساويون في الجنوب، فقتلوا. وبالامس، قررت ضرب اجتماع لقيادات حماس كان يعقد في الضاحية الجنوبية عبر صواريخ من طائرة مسيرة.
صحيح ان اسرائيل هي المبادر الى “الاستهداف” ويجب إدانتها اشد ادانة، كما فعل لبنان الرسمي امس، غير ان على الدولة ايضا ان ترفض تحويل ارضها ملعبا للتخطيط والقتال، خاصة وان معظم الشعب اللبناني، لا يؤيد هذا المسار.. في دول عربية اخرى، توجد قيادات لحماس، غير ان تل أبيب تفكر ١٠٠ مرة قبل إستهدافها لان فيها “دولة” فعلية تحكم وتمسك بزمام الامور والسيادة.. وهذه مع الاسف، ليست حال لبنان.. انطلاقا مما جرى وقبل فعلا تحوُّل لبنان الى سوريا جديدة، قد يكون اعتناق الحياد الايجابي الحل الافضل، تختم المصادر.