IMLebanon

سيناريو توسيع الحرب يسابق وصول هوكشتاين!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

قبل الاتصال الذي دار مساء امس بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي حذرت من ان احدا لن يخرج منتصرا من اي تصعيد على الحدود، وقبل اغتيال اسرائيل القياديَ في حماس صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، كان وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو يعلن خلال زيارته قاعدة دير كيفا في جنوب لبنان، حيث أجرى محادثات مع رئيس أركان الجيوش والجنود الفرنسيين المنتشرين ضمن قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، أمام 700 جندي قبل أن يشاركهم عشاء بمناسبة رأس السنة أن “هذه المهمة يمكن أن تصبح خطيرة جداً”. وأضاف تحت خيمة نصبت في القاعدة على بعد حوالي عشرة كيلومترات من الحدود بين إسرائيل ولبنان “سيكون دربنا مزروعاً بالشوك في الأسابيع والأيام المقبلة”. وقال للجنود بشأن الوضع في الشرق الأوسط “كل ذلك ما زال يغرقنا في هاوية”.

هذه المعطيات السياسية والميدانية، المعطوفة الى معلومات ترشح تباعا من اسرائيل تفيد بأن الجيش العبري وضع خططا لمواجهة حزب الله “عسكريا” وابعاده عن حدوده الشمالية وان القوات المنسحبة من غزة ستتحضّر لعمليات محتملة على جبهة اسرائيل مع الجنوب اللبناني، لا تطمئن بل تدل على ان امكانية خروج الامور عن السيطرة بين تل ابيب وحزب الله وتاليا لبنان، لا تزال قائمة وقوية، وقد أتت تصفية العاروري لترفعها في شكل دراماتيكي.

لكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، تسابق هذا السيناريو الخطير، اتصالات يعتزم الجانب الاميركي القيام بها في الايام القليلة المقبلة، لتفكيك صاعق اي تفجير ممكن. هذه الاتصالات سيضطلع بها كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الذي يتوجه الى تل ابيب وقد يعود الى لبنان بعدها. الدبلوماسي يعود في مهمة محددة تتمثل في انجاز اتفاق ترسيم “بري” بين لبنان واسرائيل على غرار اتفاق الترسيم البحري الذي تمكّن من ابرامه منذ اشهر، وفي حال نجح في ذلك، فهو سيكون أعاد الحياة الى القرار 1701 وقطع الطريق على اي حرب اسرائيلية على لبنان.

هنا، وحتى لحظة اغتيال العاوروي، كانت الارضية اللبنانية تبدو جاهزة، وقد تجلى ذلك وفق المصادر، من خلال اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري ان لبنان “حاضر اليوم قبل الغد لتطبيقه، وإن إسرائيل هي من تعوق تنفيذه منذ تاريخ صدوره عن مجلس الأمن الدولي لوضع حد للحرب التي شنتها ضد لبنان في تموز 2006”. وأكد أن تطبيقه يبدأ من تل أبيب بانسحابها من نقطة “ب-1” التي تقع في رأس الناقورة، وكانت احتلتها قبل انسحابها من لبنان عام 2000. وكان الرئيس بري لفت، كما نقل عنه زواره إلى أن “إطار الاتفاق لتطبيق القرار (1701) يقضي بانسحاب إسرائيل من نقطة (ب-1-) المعروفة بإحداثياتها وتم ترسيمها مع فلسطين في عام 1923، وهي من النقاط التي كان يتحفّظ عليها لبنان على خلفية أن إسرائيل احتلتها وترفض التخلي عن بعضها، ما اضطر الحكومة اللبنانية إلى عدم الاعتراف بالخط الأزرق والتعامل معه على أنه خط الانسحاب الشامل من الأراضي اللبنانية، وهذا ما أكده الوفد العسكري اللبناني في مفاوضاته غير المباشرة مع الوفد العسكري الإسرائيلي برعاية القوات الدولية في مقرها العام في الناقورة”. وأكد أن إسرائيل ما زالت تحتفظ بعدد من النقاط منذ تحرير الجنوب في 25 أيار 2000، وشدد على أن استكمال تحديد الحدود البرية يتطلب أيضاً انسحابها من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والشق اللبناني من بلدة الغجر ووقف اختراقها للأجواء اللبنانية.

ووفق المصادر، قد لا يبصر الاتفاق العتيد، النور، سريعا. غير ان مجرد وصول هوكشتاين الى المنطقة وانطلاق المحادثات حول هذا الموضوع، يفترض ان يخففا من الاحتقان، وان يلجما اسرائيل ويرداعها من الذهاب نحو خيارات عسكرية خطيرة… الا اذا!