كتبت لورا يمين في “المركزية”:
الاوضاع في البحر الاحمر، تغلي، والمواجهات بين الحوثيين والعواصم الكبرى التي ارسلت اساطيلها الى المنطقة لحماية سفنها التجارية، مستمرة… في الساعات الماضية، أطلق الحوثيون صاروخين باليستيين مضادين للسفن، في جنوب البحر الأحمر، وفق ما أعلنت القيادة المركزية الأميركية. ولم تُسجّل أي أضرار. وأوضحت القيادة أنّ العديد من السفن التجارية، في المنطقة، أبلغت عن تأثير الصواريخ على المياه المحيطة.
امس، حذّرت 12 دولة على رأسها الولايات المتحدة المتمردين الحوثيين من عواقب لم تحددها، ما لم يوقفوا فورًا هجماتهم على السفن في البحر الأحمر التي تتسبب بتعطيل حركة التجارة العالمية بصورة متزايدة. وقال ائتلاف الدول في بيان نشره البيت الأبيض “على الحوثيين أن يتحملوا مسؤولية العواقب اذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي وحرية انتقال البضائع في الممرات المائية الأساسية في المنطقة”. وأضاف “لتكن رسالتنا الآن واضحة: ندعو إلى وقف هذه الهجمات غير القانونية فورًا والإفراج عن السفن وطواقمها المحتجزة بشكل غير قانوني”.
اللافت في السياق، أن الدور الايراني في ما يحصل يزداد وضوحا. ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، مَن كانت تساوره شكوك حول هذا الدور، تأكّد في الايام الماضية، مِن ضلوع طهران وتغطيتها العملياتِ هذه. ذلك انه نهاية الاسبوع الماضي، قالت تقارير إيرانية إن طهران حركت مدمرة وسفينة حربية نحو البحر الأحمر للتمركز قرب مضيق باب المندب. وافادت وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية للأنباء، في تغريدة على حسابها على موقع “إكس” بأن المدمرة الإيرانية القتالية “البرز” تقترب من مضيق باب المندب في البحر الأحمر. وأضافت أن سفينة بوشهر العسكرية ترافق المدمرة، للتمركز قرب مضيق باب المندب. كما ان وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون اعلن انه أوضح في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن إيران شريكة في المسؤولية عن منع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وكتب في منشور على منصة إكس “لقد أوضحت أن إيران شريكة في المسؤولية عن منع هذه الهجمات، نظرا لدعمها الطويل الأمد للحوثيين”، مضيفا أن الهجمات “تهدد حياة الأبرياء والاقتصاد العالمي”.
الخطوة الايرانية العسكرية بحرا، أتت غداة مواجهة اميركية – حوثية. فالاحد، اعلنت القوات المسلحة اليمنية التابعة لحركة انصار الله، في بيان انه “بينما كانتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ تمارسُ مهامَّها الاعتياديةَ الرسميةَ في ترسيخِ الأمنِ والاستقرارِ وحمايةِ الملاحةِ البحريةِ إضافةً إلى أداءِ واجبِها الإنسانيِّ والأخلاقيِّ الذي أعلنَه اليمنُ في منعِ السفنِ الإسرائيليةِ أوِ المتجهةِ إلى موانئَ فلسطينَ المحتلةِ من المرورِ عبرَ البحرِ الأحمرِ تضامنا وإسنادًا للشعبِ الفلسطينيِّ، أقدمتْ “قواتُ العدوِّ الأميركيِّ” على الاعتداءِ على ثلاثةِ زوارقَ تابعةٍ للقواتِ البحريةِ اليمنيةِ ما أدى إلى مقتل وفقدانِ عشرةِ أفرادٍ من منتسبي القواتِ البحرية”. ولفتت الى “إنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ وهي تزفُّ في خِضمِّ معركةِ الإسنادِ لطوفانِ الأقصى هؤلاءِ الشهداءَ من أجلِ فلسطينَ تؤكدُ أنَّ العدوَّ الأميركيَّ يتحملُ تبعاتِ هذه الجريمةِ وتداعياتِها، وأنَّ تحركاتِه العسكريةَ في البحرِ الأحمرِ لحمايةِ السُّفُنِ الإسرائيليةِ لن تمنعَ اليمنَ من تأديةِ واجبِه الدينيِّ والأخلاقيِّ والإنسانيِّ دعماً ونصرةً للمظلومين في فلسطينَ وغزة”. واهاب البيان “ببقيةِ الدولِ عدمَ الانخراطِ في المسلكِ الأميركيِّ الخطيرِ لما سينتجُ عنه من تداعياتٍ سلبيةٍ قد تؤثرُ تداعياتُها على الجميع”.
ووفق المصادر، ايران لا تريد بعد الدخول “شخصيا” في حرب مع الولايات المتحدة، الا انها تريد فقط ان تقول “انها هنا”، وان المياه الاقليمية ليست سائبة او متروكة للاميركيين وحلفائهم. الاجراء هذا (ارسال المدمرة) يعتبر عرض عضلات، اكثر من كونه “عملانيا”. فايران تدرك جيدا ان اي صاروخ تطلقه مدمّرتها سيكون بمثابة اطلاقها النار على رأسها، وتعلم ان العالم بأسره متأهب ومستنفر ضدها. هو قرر اليوم حصر مواجهاته مع الحوثيين، الا انه لن يتردد في استهداف طهران وجيوشها ان هي تمادت.. ولذلك، هي لن تفعل، تختم المصادر.