أفاد موقع New Atlas نقلًا عن دورية Frontiers in Nutrition and Nutrients، بأن تناول الأطعمة الدهنية خلال الأوقات العصيبة يمكن أن يضعف في الواقع قدرة الجسم على التعافي، ويمكن أن يؤدي إلى انخفاض أكسجة الدماغ وضعف وظيفة الأوعية الدموية.
وفي دراستين جديدتين، وجد باحثون من جامعة برمنغهام أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون خلال فترات الإجهاد العقلي يضعف الأكسجين الدماغي في القشرة الجبهية، مما يؤدي إلى استنفاد توصيل الأكسجين (انخفاض بنسبة 39% في الهيموغلوبين المؤكسج) مقارنة بتناول وجبة قليلة الدسم.
وقالت روزاليند باينهام، من جامعة برمنغهام: “عندما نشعر بالتوتر، تحدث أشياء مختلفة في الجسم: يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، وتتوسع الأوعية الدموية، ويزداد تدفق الدم إلى الدماغ. وتنخفض مرونة الأوعية الدموية – وهي مقياس لوظيفة الأوعية الدموية – بعد الإجهاد العقلي. وتم اكتشاف أن تناول الأطعمة الدهنية عند التعرض للإجهاد العقلي يقلل من وظيفة الأوعية الدموية بنسبة 1.74%، كما تم قياسه بواسطة توسع التدفق العضدي FMD”.
وتبين أنه يتم تقليل وظيفة الأوعية الدموية لمدة تصل إلى 90 دقيقة بعد تراجع التوتر. لكن الخبر السار هو أن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من مادة البوليفينول، مثل الكاكاو والتوت والعنب والتفاح وغيرها من الفواكه والخضروات ليس له أي تأثير على وظيفة الأوعية الدموية.
ولقياس النتائج، التي تم التوصل إليها، في تجربة بشرية، قام الباحثون بإعطاء مشاركين من الشباب البالغين الأصحاء قطعتين من الكرواسون بالزبدة لكل منهم على الإفطار.
وقالت دكتورة باينهام: “طلبنا منهم بعد ذلك إجراء عمليات حسابية ذهنية، وزيادة السرعة لمدة ثماني دقائق، وتنبيههم عندما يحصلون على إجابة خاطئة”، موضحة أن المشاركين “يمكنهم أيضًا رؤية أنفسهم على الشاشة أثناء قيامهم بالتمرين. تم تصميم التجربة لمحاكاة التوتر اليومي الذي قد يضطر المرء إلى التعامل معه في العمل أو في المنزل”.
مخاطر صحية وخيمة
وأضافت: “أظهرت الدراسات السابقة أن انخفاض وظيفة الأوعية الدموية بنسبة 1% يؤدي إلى زيادة بنسبة 13% في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. والأهم من ذلك هو أن الضعف في وظيفة الأوعية الدموية استمر لفترة أطول عندما تناول المشاركون مخبوزات الكرواسان”.
أطعمة غير دسمة
أما الأخبار الجيدة فهي أنه بدلاً من تناول الكرواسون، تم اختيار الأطعمة والمشروبات قليلة الدهون، مع استمرار تأثيرها السيئ على وظيفة الأوعية الدموية (لكن مع انخفاض بنسبة 1.18% فقط)، ولم يستغرق الجسم وقتًا طويلاً حتى يعود إلى طبيعته بعد تراجع التوتر.
تأثيرات أكثر خطورة
وقال جيت فيلدهوزن فان زانتن، أستاذ علم النفس البيولوجي في جامعة برمنغهام: “إن رؤية مثل هذا الاختلاف الكبير في كيفية تعافي أجسامهم من التوتر عندما يتناولون الأطعمة الدهنية أمر مذهل”، موضحًا أنه “بالنسبة للأشخاص الذين لديهم بالفعل خطر متزايد للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، يمكن أن تكون التأثيرات أكثر خطورة”.
وعلى هذا النحو، يحذر الباحثون من أن تناول الوجبات الخفيفة الغنية بالدهون للتعامل مع مواقف العمل أو الحياة المجهدة قد يكون في الواقع خطرًا أكبر على الصحة مما كان يعتقد سابقًا.
قال فيلدهويزن فان زانتن: يمكن أن يؤدي انخفاض الأكسجين إلى مزاج سيئ أو مشكلات أخرى تتعلق بالصحة العقلية، مما قد يؤدي إلى تفاقم التوتر، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات الصحية.
وقالت دكتورة باينهام: “إن العالم مكان مرهق للغاية في الوقت الحالي، وحتى بدون عوامل خارجية مثل الحرب أو أزمة تكلفة المعيشة، فإن التوتر شيء نحتاج جميعًا إلى التعامل معه”، ناصحة بأن الشخص “إذا كان يشارك في اجتماع كبير أو في مقابلة عمل، فربما يحاول مقاومة البسكويت المجاني وتناول بعض التوت بدلاً منه، حيث سيجد أنه يشعر براحة أكبر ويمكنه التعامل مع التوتر بشكل أفضل قليلاً”.