كتبت لورا يميت في “المركزية”:
دار نقاش عاصف في الاجتماع الحكومي الذي عقد مساء امس في اسرائيل، على خلفية تحقيق قرر الجيش إجراءه حول هجوم حماس الذي وقع في تشرين الماضي. رئيس الأركان هرتسي هاليفي باشر بتعيين فريق للتحقيق في الأحداث التي أدت إلى هجوم حماس المفاجئ، والذي تسبب في مقتل نحو 1200 شخص. وحسب صحيفة “جيروسالم بوست”، من المتوقع أن يرأس فريق التحقيق وزير الحرب رئيس الأركان سابقا شاؤول موفاز، وسينضم إليه رئيس الاستخبارات العسكرية سابقا أهارون زئيفي فركاش، ورئيس القيادة الجنوبية سابقا سامي ترجمان.
وبسبب هذه الأنباء، ذكرت تقارير إعلامية أن اجتماع مساء الخميس شهد “صراخا وفوضى وهجوما على الجيش ورئيس الأركان”، مما اضطر رئيس وزراء بنيامين نتنياهو إلى إنهاء الاجتماع.
ونقلت هيئة الإذاعة الاسرائيلية “كان” عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قوله “في الواقع، في الدقائق الخمسة الأخيرة من الاجتماع، كان هناك نقاش عاصف حول هذه القضية، لكن الأصوات العالية كانت بين الوزراء وليس ضد رئيس الأركان”. كما كشف أحد الوزراء لـ”كان”، أن “النقاش الذي انفجر كان مهينا. لقد هاجموا الجيش. وبقي بعض كبار أعضاء مؤسسة الدفاع في الوسط”. وقال وزير آخر “علمنا أنهم سمعوا صراخ الوزراء من خارج قاعة الاجتماع. ما حدث هناك أمر مؤسف وعار. يمكنهم انتقاد الجيش، لكنهم هاجموا رئيس الأركان شخصيا”. أما زعيم المعارضة يائير لابيد، فكتب على حسابه على “إكس”: التسريبات من مجلس الوزراء الليلة الماضية وصمة عار ودليل آخر على أن هذه الحكومة خطيرة، مضيفا “يجب على إسرائيل أن تستبدل الحكومة وزعيمها. هؤلاء الأشخاص لن يتمكنوا من اتخاذ قرار استراتيجي. يجب أن يرحلوا الآن”. وصمة عار” هو التعبير ذاته الذي استخدمته أيضا عضوة الكنيست كارين الحرار، في تغريدة على “إكس”، حيث ذكرت “الوزراء الذين يهاجمون رئيس الأركان والجيش في جلسة مجلس الوزراء وسط الحرب هم وصمة عار تشير إلى ضياع الطريق. إذا لم يتوصل أحد بعد إلى نتيجة مفادها أن هذه الحكومة بحاجة إلى إنهاء طريقها، فإليكم هذا الدليل الآخر. لقد فشلتم. ارجعوا إلى بيوتكم”. وقال رئيس “الموساد” السابق يوسي كوهين “طوال سنوات عملي لا أتذكر وقوع مثل هذه الحادثة. من الواضح للجميع أن هذا التحقيق برمته يجب أن يتم بشكل متعمق، ولا ينبغي أن تكون هناك دراما كبيرة تحيط بإعلان الأشخاص الذين سيجرونه”.
الخلافات بين اهل البيت الاسرائيلي تكبر يوما بعد يوم. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، التجمع القسري للاضداد على طاولة واحدة، والذي فرضته على المسؤولين في الكيان العبري، صفعةُ 7 تشرين، بدأ يتهدد هذه الحكومة الهجينة ومستقبلها. غير ان “الزواج” هذا، محكوم بالبقاء، وسيبقى نتنياهو يساير و”يستوعب” ويدوّر الزوايا منعا لسقوطه، في سياسة هدفها الهروب الى الامام واطالة امد بقائه في السلطة الى الحد الاقصى، بما انه، وبعد خروجه منها، فإن مصيره سيكون المحاكمة والمحاسبة وربما السجن. والى الخلافات الحكومية هذه، تواجه السلطة ضغطا شعبيا كبيرا، سيما من قبل ذوي الرهائن الذين يتظاهرون ويتحرّكون، رافضين خيار “الحرب” لاسترجاع ابنائهم، ويفضّلون ابرام تفاهمات مع حماس… كل هذه المعطيات تؤكد كم ان حكومة تل ابيب مأزومة اليوم، وهي ستبقى تبحث عن إنجاز عبر الاغتيالات والحروب، لتفادي انفجارها وتلميع صورتها امام شعبها، تختم المصادر.