Site icon IMLebanon

الرئاسة في أسفل اولويات الحزب: لا افق للمبادرات!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

اثر إجتماعهم الشهري، في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الاربعاء، تطرق المطارنة الموارنة في بيان الى الاستحقاق الرئاسي حيث دعا “الآباء النوّاب، إلى الوفاء بالاستحقاق الدستوري المُلزِم والقاضي بانتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية، توفيرًا على البلاد مزيدًا من الإنهيارات ومن عدم الإستقرار”.

لكن في الحركة السياسية، الملفُ الرئاسي شبه غائب، وهو ليس حتى الساعة على قائمة اولويات احد في الداخل، وتحديدا ليس على جدول اعمال المعنيين الاساسيين بـ”تحريكه”، عنينا رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي في جعبته الدعوة الى جلسات انتخاب، او حليفه حزب الله، الذي بتمسّكه وفريقه بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، يحول دون تحقيق اي خرق في اتجاه انجاز الانتخابات، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

اليوم، الحزب منهمك بالحرب وقد غرق فيها اكثر، بعد ان صعّدت اسرائيل في وجهه، ونفذت غارة جوية في عقر داره في الضاحية الجنوبية الاربعاء. اما بري، فيجاريه ويُحجم عن فتح ابواب المجلس للانتخاب.

في الاثناء، يتحرك بعض الوسطاء في الداخل ومنهم غسان سكاف. وقد أوضح الخميس ان مبادرته “تواكب الجهود الخارجية تحت عنوان “تخفيض السّقوف”، مشيراً الى البوادر التي أظهرتها جلسة التمديد لقادة الأجهزة الامنية بأنّ التّلاقي غير مستحيل في المجلس النيابي، داعياً الأطراف إلى التّحلي بالقليل من التّواضع والكثير من المسؤولية”.

لكن وفق المصادر، لا افق لأي مسعى محلي اليوم. فالحل والربط في يد الثنائي الشيعي، وتاليا في جعبة ايران. وهذه الاطراف الثلاثة كلها، لا تعير راهنا اي اهتمام للرئاسة وهي في اسفل اولوياتها وتتقدمها كلُ التطورات الاقليمية العسكرية، من غزة الى سوريا والعراق واليمن فإيران.

والخطير ان هذه الملفات الساخنة، لا بوادر الى تسويتها في المدى المنظور. وذلك يعني انه، مهما تحرك الوسطاء المحليون وايضا الوسطاء الدوليون، مِن القطريين الى الفرنسيين الذين قد يعودون الى بيروت قريبا وقد اعلن السفير الفرنسي ان الموفد جان ايف لودريان سيزور لبنان قريبا، فإن كل مساعيهم ستبقى تصطدم بالحائط المسدود، اذا لم يُقلع الثنائي الشيعي ومِن خلفه، ايران، عن سياسة ربط الرئاسة بالملفات الاقليمية.

ولا بد من التنويه هنا، الى ان القوى المحلية الاخرى مستعدة للتلاقي والتوافق، وللحوارات الجانبية للتوصل الى رئيس توافقي وتكرار سيناريو التمديد لقائد الجيش، اي انه، متى انضم الثنائيُ الى هذا المسار، يمكن اتمام الانتخابات وبتفاهم “محلي” خالص.. فمتى يصبح الحزب والحركة، في هذا الوارد؟ وهل ما يتردد عن قرار بالغ الاهمية ستتخذه دول الخماسية في النصف الثاني من الشهر الجاري دقيق لجهة تغيير المعطيات وحمل الرئيس بري والحزب على الخروج من ستاتيكو التعطيل؟