كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
بدا ان التطورات المحلية والاقليمية المتسارعة والخطيرة، قذفت بملف النازحين السوريين الى خلفية المشهد الداخلي في الاشهر الماضية. غير ان ذلك لا يعني ان التحدي الذي يمثّله والخطر الذي يشكّله على الديموغرافيا والامن اللبنانيين، لم يعودا ماثلين، وفق ما تقول مصادر سياسية متابعة لـ”المركزية”.
فيوما بعد يوم، يتبيّن ان النزوح “القديم” و”المستجد”، لا يزال قنبلة موقوتة. الجيش، وفق المصادر، يبدو وحده مَن يكافح لمنع “انفجارها”. الخميس، اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان ان “وحدات من الجيش تابعت مهماتها الهادفة إلى مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي. في هذا الإطار، أُحبِطت خلال الأسبوعين المنصرمين محاولات تسلل نحو 700 سوري عبر الحدود اللبنانية – السورية، وأُوقِف بتاريخ 3/1/2024عند حاجز شدرا – عكار 9 سوريين كانوا قد تسللوا إلى الأراضي اللبنانية داخل صهريج مُعدّ لنقل الغاز، وقد أُوقِف سائق الصهريج. بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص”.
اما مَن هم موجودون اليوم في المخيمات، فيستفيدون،، مِن الواقع الامني المتوتر جنوبا، لتزويد أنفسهم بالاسلحة ولترويج المخدرات لتمويل انفسهم الا ان القوى الامنية لهم بالمرصاد.. هذا الواقع توقف عنده المطارنة الموارنة في اجتماعهم الشهري، الاربعاء. وجاء في بيانهم الختامي “إطلع الآباء بقلقٍ شديد على واقع النازحين السوريين إلى لبنان، وما كشفت عنه عمليات الدهم والإعتقال، العسكرية والأمنية، من أسلحةٍ وذخائر نوعية في يد النازحين، بما يُشكِّل قنبلة موقوتة وتهديدًا حقيقيًّا للأمن ولسلامة اللبنانيين. ويُطالِبون المراجع الرسمية بالعمل الجاد والصارم من أجل ضبط هذا الواقع الحقير، وتدبُّر الرؤية والإجراءات السياسية والدبلوماسية الهادفة إلى إراحة لبنان من هذا العبء الذي يتجاوز أمانه، ويمسّ في الصميم ديموغرافيته وتوازناته واقتصاده ومعيشة أبنائه.
لكن وفق المصادر، سيبقى هذا الملف يراوح سلبا في الداخل، الى ان يتغيّر واحد من اثنين:
– السياسة الرسمية المتبعة في التعاطي مع القضية، حيث تقوم على التنسيق مع النظام السوري الذي، يعلم الجميع، انه يريد بقاء النازحين حيث هم لاستخدامهم للضغط على المجتمع الدولي.
– الموقف الدولي من النزوح، ذلك انه حتى الساعة، غير مشجع للعودة الطوعية للسوريين ويعتبر ان الارضية السورية غير جاهزة بعد لاستقبال النازحين. غير ان بارقة امل في هذا المجال، سجلت في الساعات الماضية مع اعلان المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري في حديث إلى مجلة “الامن العام” أنه لمس تغييرا إيجابيا في مواقف دول أوروبية من ملف النازحين، مضيفا “تسلمنا داتا النازحين ويعكف عليها فريق عمل اختصاصي”، ومشيرًا إلى أنه يجري العمل على معالجة ولادات النازحين كي لا يتحولوا إلى مكتومي القيد.
فهل يمكن ان يمهّد هذا التبدل الذي تحدث عنه البيسري لفتح باب “العودة” في المرحلة المقبلة؟