استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى النائب عبد الرحمن البزري، الذي قال بعد اللقاء: “اللقاء مع سماحته تطرق إلى أمور أساسية وحيوية، أهمها الواقع السياسي المأزوم في لبنان، وإنعكاس هذا الواقع على حياة المواطنين ومعيشتهم، وللأسف فإن غياب أي أفق حلول مطروحة بخاصة، وأنَّ الأمور تعقدت بفعل العدوان والمجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي على أهلنا في غزة، كذلك تطرق الموضوع إلى ما يحدث في جنوب لبنان وشمال فلسطين من اعتداءات متكررة للمحتل الصهيوني على الجنوب اللبناني، وانعكاس هذه الاعتداءات على الوضع الداخلي اللبناني، وتحديدا في منطقة الجنوب وفي صيدا وغيرها من المناطق في لبنان.
وأضاف: “كما تطرقنا إلى الواقع الخدماتي في المدينة والإهمال الكبير الذي تعانيه مدينة صيدا، سواء خدماتيا أو حياتيا، وللأسف فإنَّ عدم تجاوب بعض الوزراء مع مطالب المدينة المحقة، وإهمالها رغم المعاناة التي تعيشها المدينة والدور الأساسي الذي تقوم به، يؤدي إلى تفاقم الوضع أكثر فأكثر”.
وتابع البزري: “كذلك تشاورنا مع سماحته في العديد من الأمور التي تعني الساحة اللبنانية، وبالطبع الدور الجامع الذي تلعبه دار الفتوى، لأنَّ دار الفتوى في لبنان تعكس حقيقة دور وطني جامع، ونحن جميعا بحاجة إلى هذا الدور نتيجة التشرذم الذي تعيشه الساحات السياسية اللبنانية، رغم الخطر الداهم الذي يهدد كل المكوِّنات السياسية، كنا نأمل في أن يكون هنالك نوع من الأولويات الوفاقية الوطنية التي تفرضها تبعات الحرب في فلسطين على واقع لبنان، لكن للأسف غياب الخطاب الوطني، هو الذي أدَّى إلى ما أدى إليه من تشرذم، وهو مستمر في هذا الوضع الصعب”.
وأستكمل: “من هنا، نرى أنَّ دور سماحة المفتي وهذه الدار الكريمة هو دور أساسي وطني جامع”.
وسئل: هل تتوقع خرقا ما على صعيد الشغور الرئاسي؟ أجاب: “للأسف لا يوجد قراءات إيجابية حتى هذه اللحظة رغم الخطر الداهم الذي نعيشه، ورغم احتمال توسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، والخروق التي يقوم بها العدو الإسرائيلي يوميا للقرار 1701، وغياب أي أفق لضغط دولي حقيقي على العدو الإسرائيلي. من هنا نجد أنَّ العودة إلى خطاب وطني جامع تقوم به دار الفتوى، يعيد تذكير اللبنانيين بأنَّ الخطر يصيب الجميع، بغض النظر عن التزاماتهم، وبغض النظر عن تموضعهم السياسي، لأنَّ استمرار الحال كما هو عليه غير مقبول”.
سئل: هل هناك مبادرات أجنبية خصوصا وأنَّ هوكشتاين سيصل إلى لبنان؟ أجاب: “هوكستاين يتكلم أكثر عن ملف واحد – وربما هو أساسي ومهم – هو ملف الحدود مع فلسطين المحتلة، وهذا الملف إذا تم إنجازه ربما يخفف من حدة التوتر على الحدود الجنوبية للبنان. المبادرات الفرنسية للأسف لم تتكلل بالنجاح. مبادرات الإخوة القطريين ما زالت مستمرة، لكن لا يوجد بصيص أمل. وممثل السياسة الأوروبية الخارجية جاء بالنصائح المعهودة. للأسف الجميع ينصح لبنان، ولا نجد أحدا يوجه إصبع الاتهام للضغط على العدو الإسرائيلي”.
أضاف: “لبنان الآن يعيش أجواء صعبة ودقيقة، كان من المفترض أن تحرك هذه الأجواء الساحة الداخلية اللبنانية، لكنها لم تنجح حتى الآن، نحن نعيش حالة ترقب نأمل أن نتمكن من تجاوزها بفعل قناعة اللبنانيين بضرورة تجاوزها، ونأمل أيضا أن نتمكن من تجاوزها بطلب وضغط من إخواننا العرب وبعض أصدقائنا الدوليين، لكنَّ الترقب هو سيد الموقف”.