كتبت لورا يمين في “المركزية”:
ترفع ايران السقف عاليا في مواقفها من التطورات الاقليمية، وتُرفقها ببعض الخطوات العملانية لتؤكد انها جاهزة لكل السيناريوهات.
في الايام الماضية، تحدث قائد “الحرس الثوري الإيراني” حسين سلامي، عن “حرب شاملة مع العدو”، وخطط لخوض معارك في “البحار البعيدة” بعد تزايد ما وصفه بـ”القوة الإيرانية”. وخلال مراسم إطلاق سفينة حملت اسم “أبو مهدي المهندس” السبت، في ساحل “بندر عباس” جنوب إيران، قال سلامي إن “البحرية الإيرانية قادرة على الوصول إلى العدو أينما كان (…) حتى في الأماكن البعيدة”، وفقاً لما نقلته وكالة “تسنيم” التابعة للحرس الثوري. وتابع “لا يمكننا القتال بشكل غير كامل (…) تأثيرنا الاستراتيجي على تطوير القوة هو أنه بقدر ما لدينا من مصالح حيوية، ويجب أن تكون قوتنا الدفاعية قادرة على الدفاع عن هذه الأهداف”. وحسب “تسنيم”، فإن السفينة الجديدة مزودة بقاذفات لإطلاق الصواريخ، إلى جانب مجموعة من الزوارق.
لكن هل يمكن فعلا ان نرى حربا اقليمية كبرى تندلع في المنطقة؟ بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فان هذا السيناريو مستبعد لان ايا من اللاعبين الكبار لا يريدها. كل منهم يحشد قواه العسكرية الا ان كلا منهم ايضا، يقول للآخر ان يده على الزناد وسيتحرك في حال أخطأ خصمه الحساب، اي ان ايا منهم لا يريد ان يبادر الى اطلاق الرصاصة الاولى. في موازاة هذا “الانضباط”، تبادلُ الرسائل بين الطرفين، الغربي والإيراني، مستمر وقنوات التواصل مفتوحة بالمباشر او بالواسطة.
اليوم، قال سفير إيران في دمشق ان “واشنطن عرضت على طهران تسوية كبرى في المنطقة”.
السبت، إتصلت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا بنظيرها الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لحث “إيران وحلفائها” على وقف “أعمالهم المزعزعة للاستقرار على الفور”. وأكدت كولونا، أنها “وجهت رسالة واضحة للغاية مفادها أن خطر اندلاع نزاع إقليمي لم يكن كبيراً كما هو عليه الآن، وعلى ايران وحلفائها أن يوقفوا على الفور أعمالهم المزعزعة للاستقرار. لأن أحدًا لن يستفيد من التصعيد”. وقبل هذا الاتصال وبعده ايضا، التفاوض بين واشنطن وطهران يحصل في عمان، بينما ايران تتنصل من طوفان الاقصى، في وقت يزور وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن المنطقة مرة جديدة اليوم للجم اسرائيل ودفع قطار الهدنة ووقف النار قدما، وقد قال اليوم عبر اكس: التقيت بالرئيس الإماراتي في أبوظبي لمناقشة الجهود لمنع اتساع نطاق الصراع في المنطقة وتلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة.
كل هذه المعطيات تؤكد ان الامور في الإقليم ذاهبة نحو احتواء وتهدئة لا نحو انفجار.. الا اذا، تختم المصادر.