IMLebanon

الحزب على “الطاولة” عملياً: نحو التفاهم مع الغرب!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، أنّ “العدو الإسرائيلي خابت آماله في غزة وفي لبنان، لذلك بدأت الوفود تأتي إلى لبنان من أجل أن تفتح باب المباحثات وتداول الرؤى حول ما بعد إنهاء هذه الحرب”. وشدد الاحد على أنّ “موقفنا واضح وصريح بأن لا بحث في أيّ أمرٍ من الأمور التي يطرحها هؤلاء إلّا إذا نجحوا في الضغط على العدوّ من أجل أن يوقف عدوانه على غزة ولبنان”. ولفت إلى أننا “لسنا في صدد أن نُقدّم جوائز لأحد ، نحن قدّمنا تضحيات وبذلنا دماءً زكيّة غالية على قلوبنا وصمدنا وواجهنا ونقف للعدوّ بالمرصاد وإذا أراد العدوّ أن يشنّ حرباً على لبنان فليعلم أنها هي الحرب التي نذهب فيها إلى النهاية”.

مهما حاول حزب الله رفع السقف، ومهما عقّد المعادلة وربَطَ بين الجنوب وغزة، فالاكيد انه بات اليوم في مرحلة التحضير للجلوس الى الطاولة للتوصل إلى “ديل” جديد بينه وبين الاسرائيلي. المواجهات في الجنوب مستمرة، هذا صحيح، لكن بات واضحا، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ان هذه الحقبة باتت وراءه وانه يتطلع الى “اليوم التالي”، وقد فتح هذه الصفحة، رسميا، الامينُ العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته الجمعة الماضي.

في مواقفهم، لا ينفك مسؤولو الحزب يهاجمون المجتمع الدولي والغربي، لكن في المقابل، رأينا ان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل التقى وفدًا من الحزب برئاسة رعد، السبت، في بيروت.

وهنا، مؤشرٌ اضافي الى ان الحزب لا يريد مهاجمة اسرائيل ولا رميها في البحر، بل منذ اللحظة الاولى، يسعى فقط لازعاجها، كي يصل الى اللحظة التي وصل اليها اليوم اخيرا: الجلوس مع الاميركيين على الطاولة للبحث عن تسوية – صفقة ما، تُعطي الحزب وايران ما يناسبهما ويرضيهما لبنانيا، خاصة على الصعيد الشعبي والسياسي، وايضا اقليميا.

العواصم الكبرى، شريكة في “المقامرة” هذه، وقد تقاطع معها الحزبُ مرة جديدة للمفارقة،علما انه غالبا ما يتهم خصومه بالعمالة لها.. لكن الاكيد ان اي تسوية لا تناسب الداخل، لن تمر، لان الحزب، مهما قوي موقفه، لا يملك اكثرية في مجلس النواب، تختم المصادر.