جاء في “العربية”:
شكّلت الضربة العسكرية التي وجهتها إسرائيل إلى حزب الله باستهداف القيادي بالحزب وسام حسن الطويل بغارة من مسيّرة أمس، إحدى أكثر الضربات وجعاً للحزب في عملياته جنوبي لبنان حتى الآن، من حيث “رتبة” الشخص المُستهدف وطريقة استهدافه.
فالطويل المعروف بأنه مسؤول في “وحدة الرضوان” التي تضم النخبة في الحزب، لم يُستهدف بحسب المعلومات أثناء تنفيذه عملية ضد مواقع إسرائيلية كما حصل مع قتلى آخرين للحزب، أو في منزل بإحدى القرى الحدودية يضم مقاتلي حزب الله، إنما بقصف مباشر من مسيّرة على سيارته في قلب بلدته في قضاء بنت جبيل وبشكل مباشر ما أدى إلى مقتله على الفور.
ويُعتبر الطويل أعلى مسؤول عسكري للحزب يُقتل في الجنوب اللبناني منذ انطلاق المواجهات الحدودية.
كما قاد العديد من العمليات التي يصفها الحزب بـ”النوعية” ضد مواقع إسرائيلية عند الحدود.
وكان لافتاً إدانة الخارجية الإيرانية عملية اغتياله، كذلك حركة حماس، ما يؤشر إلى رتبته العالية داخل الحزب والمهام الكبيرة التي كان يتولاها.
لكن مع تصدّره لائحة قتلى حزب الله والتي باتت أكثر من 155، هل سيشكل اغتياله نقطة تحوّل في الصراع المشتعل منذ ثلاثة أشهر، فيُطيح معه ما يُسمّى بقواعد الاشتباك لتُصبح المواجهة أوسع وأكبر، أم أنها ستبقى “مضبوطة”؟
للإجابة عن هذا السؤال، اعتبر الباحث في معهد “كارنيغي” مهند الحاج علي “أن عمليات “الرد” على الاستهدافات لقياديين ستبقى مضبوطة، رغم أن المعادلات تغيّرت جنوباً منذ اغتيال القيادي بحركة حماس صالح العاروري”. وقال “ما معنى أن يتجنّب حزب الله الحرب إذا كانت مناطقه غير آمنة أو مستقرة؟ وماذا تبقى حينها مما يُسمّى قواعد الاشتباك؟”
كما رأى أن “جبهة جنوب لبنان باتت مُكلفة جداً للحزب، فكل أسبوع يسقط له تقريباً بين 10 و12 قتيلاً. فهل يستطيع تحمّل المزيد؟”.
أما عن مهام فرقة الرضوان، فأوضح أنها تشكل قوة خاصة تضطلع بالعمليات على الجبهة الجنوبية، مضيفاً أن الطويل هو القيادي الثاني فيها الذي يسقط خلال 3 أشهر بعد استهداف مجموعة منها كان بينها نجل رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد.
من جهته، اعتبر العميد الركن المتقاعد سعيد القزح في حديث مع “العربية.نت” أنه “مهما حصل من تصعيد فإن معركة جنوب لبنان ستبقى مضبوطة، لأن إيران ورغم رغبة إسرائيل بتوسيع المعركة، لا تريد التضحية بحزب الله من أجل غزّة، لأنه خط الدفاع الأول عنها”.
وقال “حزب الله دخل الحرب جنوباً كي يحجز لنفسه ولإيران مكاناً على طاولة المفاوضات التي بدأت حول مستقبل غزّة والمنطقة ككل”.
وتابع “إذا فُتحت معركة جنوب لبنان على نطاق أوسع، وهو ما لا تريده إيران، فما الذي يمنع إسرائيل ومعها الولايات المتحدة الأميركية من ضرب البرنامج النووي الإيراني”.
كما رأى أن “حزب الله يُقنع جمهوره بأنه يُساند أهل غزة بحربهم في حين أن الوقائع على الأرض تدحض ذلك”.
إلى ذلك أضاف قائلاً “عدد الجيش الإسرائيلي بحدود 400 ألف جندي، منهم أكثر من 250 ألفاً في غزة، وهذا عدد كافٍ برأي إسرائيل للقطاع، أما الباقي فمنتشر على الحدود على لبنان. فكيف يقول أمين عام حزب الله حسن نصر الله إنه استجلب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى الجبهة الشمالية وساهم بتخفيف الضغط عن غزة؟ علماً أن مساحة القطاع لا تحتمل أكثر من 250 ألف جندي “.
وأوضح “أن إسرائيل سرحت منذ أسبوعين وحتى اليوم خمسة ألوية من الاحتياط بعدما انتفت الحاجة لهم، وذلك بهدف تحريك العجلة الاقتصادية مجدداً”.
يشار إلى أن المواجهات المتبادلة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية أسفرت حتى الآن عن مقتل 176 شخصا على الأقل في الجانب اللبناني، بينهم أكثر من 130 عنصرا من حزب الله.
كما أدت المناوشات شبه اليومية التي انطلقت منذ السابع من تشرين الاول الماضي، إثر تفجر الحرب في قطاع غزة إلى نزوح نحو 76 ألف لبناني من البلدات الحدودية.
في حين أحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم 9 عسكريين.