Site icon IMLebanon

“اليونيفيل” شاهد حيّ… ولكن ما باليد حيلة

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

جولة قائد قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» اللواء آرولدو لاثارو على بعض المسؤولين اللبنانيين منذ أيام والتحذير من خطورة التصعيد الإسرائيلي في الجنوب، ارتباطاً بالعدوان على غزة، أعاد تسليط الأضواء على دور أصحاب القبعات الزرق وجنود السلام في زمن الحرب، وماذا يفعلون في هذه الأوقات العصيبة؟

ما زالت قوات «اليونيفيل» تحافظ على مهامها في الجنوب رغم العدوان الإسرائيلي المتواصل على مختلف القرى والبلدات الحدودية والتي لم تسلم هي نفسها منها، إذ أصيب برج المراقبة التابع للوحدة الإسبانية في القطاع الشرقي بقذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية (9 كانون الأول 2023) ولم تسفر عن اصابات، بعدما كانت نيران اسرائيلية أصابت آلية دورية تابعة لليونيفيل (25 تشرين الثاني 2023).

ووفق مصادر جنوبية لـ»نداء الوطن»، فإن قوات «اليونيفيل» ما زالت تُسيّر دورياتها في مختلف المناطق الحدودية وعلى طول الشريط الحدودي، ولكن بوتيرة أقلّ ووقت الهدوء فقط، وفي حال توترت الأوضاع فإنها تسارع إلى إطلاق صفارات الانذار في مراكزها، حيث ينزل جنودها إلى الملاجئ – الغرف المحصنة، من دون أن يعيروا اهتماماً لما يجري في الخارج مهما كان، على قاعدة النجاة وحماية سلامتهم أولاً.

وقد أنشئت قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» بقرار مجلس الأمن في آذار 1978 عقب اجتياح إسرائيل للبنان، للتأكيد على انسحابها من جنوب الليطاني، ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها في المنطقة، فانتشر جنودها فيها وما زالوا حتى اليوم، لكن جرى تعزيزها اثر الحرب الإسرائيلية على لبنان العام 2006، إذ كُلّفت القوة البالغ عددها نحو 10 آلاف جنديّ، مراقبة وقف النار.

اليوم، في ظل التصعيد الإسرائيلي في الجنوب، يكاد يكون دور «اليونيفيل» محصوراً بعدّ القذائف ومكان سقوطها ورفع التقارير فيها وإجراء اتصالات بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، من دون أن يكون بيدها أي حيلة لردع إسرائيل عن خرقها للسيادة اللبنانية براً وجواً وبحراً ومنعها من الإعتداء على القرى الجنوبية، ما جعلها تفقد أهمية دورها الذي كان يعوّل عليه وفق قرارات الشرعية الدولية ومهمتها.

ونتيجة التصعيد، قلّصت «اليونيفيل» دورياتها، وأوقفت موقتاً مساعداتها الإنسانية والاجتماعية والخدماتية والطبّية التي كانت تقدّمها لأبناء القرى الجنوبية، سواء في المدارس أو المستوصفات أو تعبيد الطرقات وإنارتها على الطاقة الشمسية، أو تقديم حاويات النفايات وسيارات جمعها، في إطار خطتها لإنشاء بيئة حاضنة لها غير معادية.

وتنقل مصادر جنوبية عن «اليونيفيل» خشيتها من الوضع المتوتر والخطير، ولكنها لا تتوقع حرباً واسعة بين «حزب الله» وإسرائيل، موضحة «أن «اليونيفيل» تسعى إلى الحفاظ على الوضع القائم وخصوصاً لعب دور وساطة بين الطرفين لتجنّب أخطاء حسابية أو تفسيرات يمكن أن تكون سبباً آخر للتصعيد».