تمنى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في مستهل جلسة مجلس الوزراء امس “أن نشهد في الأشهر المقبلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية لكي ينتظم العمل الدستوري كما يجب أن يكون”، مضيفا “لقد سمعنا انتقادات من قبل البعض بأننا نأخذ دور رئيس الجمهورية، وهذا الأمر غير صحيح، لأننا نعمل على تسيير أمور البلد في الوقت الحاضر وهذه الظروف الصعبة. ومن ينتقد عليه القيام بواجبه في انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، وهذه هي بداية الحل المطلوب”.
هذا الكلام كان موجَها في شكل غير مباشر الى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي قال الخميس “من يطّلع على جدول أعمال مجلس الوزراء غداً (الجمعة) المؤلّف من اكثر بكثير من مئة بند، يفهم انّهم ليسوا مستعجلين لانتخاب رئيس، لا بل لا يريدون انتخاب رئيس طالما انّهم يسطون على صلاحيّاته لا بل يحكمون مكانه”، وتوجه الى “المرجعيّات الدينية والسياسية، الوطنية والمسيحية، وكل من وعد ان لا بنود في مجلس وزراء حكومة مستقيلة، الاّ اذا كان بنداً ضرورياً وعاجلاً وطارئاً، وكل من التزم بعدم اجراء تعيينات فئة اولى بغياب الرئيس، واسألهم الا تنتبهون انّكم تشجعون اطالة الفراغ الرئاسي وتمنعون انتخاب الرئيس”؟! الا تدركون، انهم عندما يصلون الى هذا الدرك فمعناه انهم لا يريدون لنا رئيسا في القريب؟ فقط لأذكّركم بما نبّهت منه منذ عام ونصف، ولأعُلِم الجمهور بما انتم فاعلون، امّا بالمشاركة او بالسكوت او بالتغطية او بنكث الالتزامات.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن لا بد من انعاش ذاكرة الجميع حول ما كان يُطبخ، بين ميقاتي وباسيل، ايام قليلة قبل ان يعاود مهاجمة الحكومة. فرئيس التيار، ومن اجل “التخلّص” من قائد الجيش العماد جوزيف عون على رأس المؤسسة العسكرية، كان يدفع نحو اقناع رئيس الحكومة وايضا الثنائي الشيعي، بالذهاب نحو سلّة تعيينات شاملة في مجلس الوزراء. اي انه كان يريد ان تعقد حكومة “تصريف الاعمال”، التي ليس من صلاحياتها ابدا التعيين، جلسة، سيشارك فيها وزير الدفاع موريس سليم المحسوب على “التيار”، ويطرح فيها اسماء للقيادة وللمجلس العسكري، ويتم التعيين خلالها، فيعود العماد عون اثرها “الى منزله” عند انتهاء ولايته، وينتهي باسيل من همّه سياسيا و”رئاسيا”.. هذا ما كان يعمل عليه باسيل، اي انه كان جاهزا لان يضرب عرض الحائط بصلاحية لصيقة برئيس الجمهورية “المسيحي”، اذ يعود له عادة، ان يختار قائد الجيش الذي يريد.
لكن اليوم، وبعد ان فشل هذا السيناريو، قرر ان يعود باسيل الى نغمة مهاجمة الحكومة والحرص على الرئاسة وصلاحياتها وعلى حقوق المسيحيين.. وهذا دليل اضافي على ان الرجل يخوض معارك موسمية لا مبدئية، تختم المصادر.