كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
جنوب أفريقيا، حضرت إلى صيدا بوقفة دعم وشكر على قيامها برفع دعوى جنائية في محكمة العدل الدولية في لاهاي ضدّ إسرائيل لارتكابها إبادة جماعية في غزة، وهي الأولى في لبنان وتميّزت بأنها رمزية ولكنها نسائية بامتياز، تزامناً مع استمرار جلساتها. الوقفة التي نظّمت عند ساحة النجمة، وسط مدينة صيدا، رفعت عشرات المشاركات فيها من اللبنانيات والفلسطينيات لافتات باللغتين العربية والإنكليزية، تشكر جنوب أفريقيا، وتدعو إلى معاقبة إسرائيل على جرائمها ومجازرها ووقف العدوان على غزة فوراً. وقالت الناشطة اللبنانية ثريا هاشم وهي تهتف «فلسطين حرّة حرّة… والصهيوني اطلع برّا»: «إن إسرائيل داست كل حقوق الإنسان والأطفال والمرأة تحت أقدامها ونحن نستنكر ما يتعرّض له أبناء غزة وأطفالها من حرب إبادة جماعية وندعو إلى وقفها فوراً ومحاسبة إسرائيل»، وحيّت «تضحيات المقاومين في غزة ولبنان التي ستصنع النصر قريباً».
رغم الطقس البارد والأمطار، حرصت النساء المشاركات على تنظيم الوقفة، رفعن أعلام جنوب أفريقيا، إلى جانب العلمين اللبناني والفلسطيني، وهتفن بشعارات التأييد لغزة وشعبها ومقاومتها، وقالت الناشطة اللبنانية عناية جعفر: «أردنا تنظيم هذه الوقفة لنشكر جنوب أفريقيا على رفعها الدعوى الجنائية ضدّ إسرائيل، لقد نابت عنا جميعاً نحن الذين خذلنا غزة وفلسطين، ونؤكد أنها بلاد الشجعان والأحرار، بلاد نيلسون مانديلا»، وشدّدت على ضرورة وقف العدوان على غزة وشكرت جنوب أفريقيا مؤكدة «أننا لا ننتمي لأحد، بل نظمنا الوقفة من خلفية وطنية وإنسانية والقناعة بأحقية القضية الفلسطينية». وقالت الناشطة الفلسطينية رندة عزام وهي ترفع علمَي فلسطين وجنوب أفريقيا: «إن الوقفة أقل الواجب لمن يدعم فلسطين قولاً وعملاً، نقول لهم شكراً من القلب، فإن غزة تحتاجكم اليوم فلا تخذلوها»، بينما قالت الناشطة الفلسطينية صبحية موعد وهي ترفع لافتة مكتوب عليها «في عالم مليء بالجبناء، شكراً أحفاد مانديلا الشجعان»: «إنّ موقف جنوب أفريقيا شجاع ولا يقدّر بأي شكر مهما كان، نريد أن نفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي على أعلى المستويات الدولية». موقف جنوب أفريقيا الشجاع، شقّ طريقه بنداً طارئاً إلى المخيمات الفلسطينية، وقد واكب أبناؤها جلسات المحكمة الدولية عبر شاشات التلفزة، على أمل إدانة إسرائيل ومعاقبتها. وقال الحاج أبو نضال خليل «كان يجب محاسبتها على جرائمها منذ نكبة فلسطين، لقد نجحت بالإفلات من العقاب طوال هذه العقود، ولكن هذه المرة لن تنجح، لأن جرائمها ارتكبتها على مرأى ومسمع من العالم أجمع». أما الشابة ميساء جمعة فاعتبرت أنّ «العالم الحرّ والمجتمع الدولي برمّته أمام امتحان جدي في هذه القضية، فإما تنتصر الحرية أو يفقد العالم صدقيته، إسرائيل على المحك ويجب أن تعاقب على جرائمها طوال السنوات الماضية، وغزة تمثل الشاهد الحي عليها».