كتب يوسف فارس في “المركزية”:
لا تعلق الاوساط المتابعة لمسار الاوضاع في لبنان والمنطقة اهمية على عودة الحراك الرئاسي الفرنسي والقطري مستبعدة وصولهما الى اي نتيجة في الظرف الراهن، لان ملف لبنان اصبح مرتبطا بالتسوية السياسية الكبرى ما بعد توقف الحرب على غزة. قبل ذلك لن تتبلور أي صيغة سياسية واقتصادية، فنتائج المواجهة ستكون هي الحاكمة وستتحدد معها الجهة او القوى الأساسية التي ستكون لاعبا رئيسيا على الطاولة. واذا كانت الدوحة تلعب دورا جوهريا في الهدنة المتجددة في غزة الا انها لا تملك حتى الآن اي قدرة فاعلة على التأثير في الملف اللبناني بغياب الصفقة الاقليمية المنتظرة.
في المقابل تبدو باريس معزولة عن اي دور جدي في الاحداث. ولا يتوقف احد عند رأيها في اي شيء متصل بالتطورات الاقليمية المتفجرة. ولا تملك عمليا اي اوراق يمكن ان تضغط بها لاحداث اي خرق. كل الاطراف في الداخل والاقليم وحتى القوى الدولية سوف تظل ممسكة بكل اوراقها الى حين انقشاع غبار المعركة المفتوحة على كافة الاحتمالات.
ووفقا للمعلومات، بعد الموقف المتحيز لاسرائيل لن يتعامل حزب الله مع باريس كما قبل الحرب في غزة. وهذا ما سيكتشفه لودريان عند وصوله الى بيروت. كما سيسمع كلاما مشابها من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيبلغه صراحة بان الدبلوماسية الفرنسية قد أطلقت النار على قدميها من خلال موقفها الصادم حيال عملية الابادة الاسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة. بمعنى آخر ستدفع باريس في بيروت ثمن موقفها من الحرب على غزة.
النائب التغييري ابراهيم منيمنة يقول لـ”المركزية”: الكلمة اليوم للميدان بإدراك الجميع في الداخل والخارج. مجمل حركة الموفدين الاميركيين والاوروبيين الى المنطقة ولبنان بما فيها زيارة الموفد الرئاسي اموس هوكشتاين تتمحور حول كيفية وقف الحرب على غزة وتجنيب لبنان الانجرار الى الحرب الشاملة التي تريدها اسرائيل وتحديدا رئيس وزرائها نتنياهو هربا من محاكمته سياسيا وعسكريا. وبالتالي فان الوضع العسكري يتقدم على اي كلام اخر. الجميع بانتظار ما ستسفر عنه المعركة وستؤول اليه المفاوضات التي ستعقبها. لبنان كان ولا يزال مرآة لما يجري في المنطقة. بديهي ان يكون الاستحقاق الرئاسي ارتبط بمستجداتها بمعنى ان لا رئيس للجمهورية قبل أن تظهر الصورة او المعالم الجديدة للاقليم التي بدورها ستحدد طبيعة رئيس الجمهورية ومستقبل لبنان ودوره. من هنا التركيز الخارجي على التطبيق الفعلي للقرار 1701 وتاليا حل موضوع السلاح قبل اجراء الاستحقاق الرئاسي لان دون ذلك لا جدوى من انتخاب رئيس للبلاد ولا قيامة لها.
ويختم متخوفا من انزلاق لبنان الى الحرب الشاملة نتيجة استهداف اسرائيل لقيادات المقاومة واستمرار نتنياهو على رأس الحكومة الاسرائيلية.