كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
يكثر الكلام عن حركة سيشهدها المستنقع الرئاسي في الايام القليلة المقبلة. فالعواصم الكبرى، ودول الخماسي في شكل خاص، يبدو انها تعد العدة لجولة جديدة من المباحثات في ما بينها (قد يكون مسرحها نيويورك في قابل الايام)، ولبنانيا عبر الموفدين الفرنسي والقطري، لتحقيق خرق في الحائط الرئاسي السميك.
في الداخل، بعض المواقف عاد يطلق مجددا في ما يخص الاستحقاق المعطل، بعد ان كان الاخير خرج نهائيا من دائرة الاهتمام المحلي. الا انه، وحتى الساعة لا شيء يشي بأننا ذاهبون نحو جلسة انتخاب قريبا، الا اذا… الا اذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يحضّر مفاجأة ما، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
في الساعات الماضية، نُقل عن رئيس المجلس قوله “ليس إلى الآن سوى مرشح واحد هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الباقون إما لم يعودوا موجودين أو لا يريدون الترشح”، مضيفا “الآن أمامنا مرشح هو سليمان فرنجية. إذا كانوا موافقين على ترشحه، أدعو إلى جلسة وليذهبوا إليها”. وعندما يسأل بري هل يعتزم تحرّكاً ما لإعادة الروح إلى الاستحقاق الرئاسي، يجيب بالنفي معطوفاً على أن أحداً من الأفرقاء “لا يريد حلاً من الداخل بل من الخارج”.
الرد على هذا الكلام لم يتأخر، وأتى من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي كتب عبر اكس “دولة الرئيس نبيه بري: نحن مستعدون لحضور أي جلسة انتخاب رئاسيّة تدعو إليها بدورات متتالية حتى الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكن مع الحفاظ طبعًا على حقّ كلّ كتلة نيابية وكلّ نائب بالتصويت لمَن تراه ويراه مناسبا. هذا ما كان يجب أن يحدث قبل شهرين من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، ولكن أن تأتي الأمور متأخرة أفضل من ألا تأتي أبدًا”.
وفق المصادر، كلام بري حمّال أوجه.. فإذا كان يريد من المعارضة ان توافق على فكرة ان فرنجية مرشح (من دون ان تدعمه وتصوت له)، فهي موافقة، وبالتالي يمكنه بسهولة ان يدعو الى الجلسة كما قال.. وفي هذه الحال، يحمل ما قاله بري بعض المرونة وتراجعا عن شروطه المسبقة لناحية طاولة الحوار والاتفاق المسبق على اسم الرئيس العتيد، لصالح الاحتكام للعبة الديمقراطية واحترام القواعد الدستورية للانتخاب.
لكن في حال كان بري يقصد انه يريد من المعارضين ان يسيروا بترشيح فرنجية وان ينتخبوه، كشرط لفتح باب المجلس، فهذا يعني اننا لا نزال في الدائرة السلبية المفرغة ذاتها وان فريق ٨ آذار يقول بوضوح: إما مرشحي رئيسا او لا انتخابات.. ومع الاسف، السيناريو الثاني هو المتقدم حتى الساعة، حيث ان “الثنائي” ينتظر من “الخماسي” ان يعطيه الرئاسة مقابل أمن الجنوب، تختم المصادر.