جاء في “المركزية”:
لافتة كانت في توقيتها وظرفها زيارة المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري للسفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا في مقر السفارة البابوية في حريصا امس، وقد عرضا وفق البيان الرسمي للأوضاع العامة والسبل الآيلة للحفاظ على أمن واستقرار لبنان، واثنى البيسري على دور السفارة في تعميم الرسالة الإنسانية وسعيها لتوطيد أواصر التآخي واحترام الإنسان وحريته وكرامته.
لم تغب هموم الملفات اللبنانية عن الاجتماع لا سيما الحيوية منها، من الشغور القاتل في رئاسة الجمهورية وتداعياته على مختلف جوانب الحياة اللبنانية الى الوضع الامني جنوبا ومدى الخطر المحدق بلبنان جراء اندلاع حرب شاملة في اي لحظة، في ضوء جنون اسرائيل ومواقف قادتها التصعيدية وتحذيرات الموفدين الدوليين، وقد وضع البيسري السفير البابوي في ما لديه من معطيات في هذا الخصوص، في حين كانت لملف النزوح السوري ومخاطره على الواقع اللبناني ديموغرافيا وامنياً حصة لا بأس بها من النقاش، خصوصا ان الامن العام يتابع الملف بدقائقه ويضعه هاجسا نصب عينيه ويبادر حيث تسمح صلاحياته، ويواكب بدقة كل تطور متصل به اقليميا ودوليا باعتباره يشكل مادة دسمة على طاولة التسويات التي تعد للمنطقة.
الزيارة ايضا تتسم بطابع معنوي كبير، وفق ما تقول مصادر مواكبة لـ”المركزية”، خصوصا في ما يتصل بالحضور والدور المسيحيَين في لبنان، هذا الدور المفترض ان يواكب عربيا وغربيا في ظل الحرص على صيغة لبنان النموذجية في العيش المشترك، لبنان الرسالة كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني.
تبعا لذلك، وانطلاقا من المكانة البالغة الاهمية للفاتيكان في لبنان وتقرير مصيره في ضوء عاصفة الازمات التي تضربه وتهدد وجوده وكيانه، كان بحث في كيفية توثيق علاقات السفارة البابوية مع الامن العام والتنسيق والتعاون في كل الملفات خصوصا ان المديرية العامة للأمن العام تتولى ملفات حسّاسة ودقيقة، في الامن كما في السياسة، تختم المصادر.