كتب يوسف فارس في “المركزية”:
ما تسرب من معلومات غير رسمية حول مهمة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين انه لم يحمل مبادرة متكاملة الى المسؤولين اللبنانيين بل افكارا وطروحات تتناول كيفية مقاربة الاوضاع المتفجرة على الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل، وتخفيف حدة التوتر والتصعيد الحاصل ومواصلة البحث بالمشاكل العالقة بخصوص ترسيم الحدود ومشكلة مزارع شبعا المحتلة. وان الوسيط الاميركي حرص في كل لقاءاته على تأكيد الولايات المتحدة الاميركية على سلامة واستقرار لبنان وسيادته، لافتا الى ان الجهود التي تبذلها باستمرار مع اسرائيل وغيرها لمنع توسع الحرب الدائرة في غزة الى مناطق اخرى وتحديدا باتجاه لبنان، ولكنه اثار في الوقت نفسه ضرورة ان تعمل الحكومة اللبنانية ما بوسعها لوقف التصعيد الجاري جنوبا وتساعد على تنفيذ القرار 1701. علما ان ما تم تداوله مع هوكشتاين اقتصر على نقاط خمس، الأولى وقف شامل للنار وكل الاعمال العدائية من الجيش الاسرائيلي والقوى والعناصر المتمركزة على جانبي الحدود اللبنانية والاسرائيلية. الثانية انسحاب القوى من الجانبين الى المراكز والنقاط التي كانت تتواجد فيها قبل السابع من تشرين الاول الماضي . الثالثة المباشرة والالتزام بتنفيذ مضمون القرار الدولي 1701. الرابعة معاودة التفاوض حول النقاط المختلف عليها في عملية ترسيم الحدود بين البلدين. والخامسة التفاوض على مزارع شبعا المحتلة والتي تشكل عائقا كبيرا بسبب الرفض الاسرائيلي لضمها الى اي اتفاق يتم التوصل اليه ضمن الوساطة الأميركية، وتأجيله الى وقت لاحق بسبب التعقيدات التي تحوط بها وارتباطها بالجانب السوري ايضا.
عضو كتلة تجدد النائب اديب عبد المسيح يقول لـ”المركزية”: ان القرار 1701 سيطبق بمندرجاته كاملا عاجلا ام اجلا . علما ان الحرب الاسرائيلية على غزة هي على طريق التراجع والانتهاء. طبيعي ان تشمل التسوية التي بدأت تتظهر في فلسطين لبنان باعتباره شريكا في الحرب القائمة. وفي رأيي ان مع بدء الانتخابات الاميركية سنشهد تغيرا كبيرا في المنطقة على خلفية ايجاد حل مستدام للقضية الفلسطينية، ما يؤشر الى ذلك السكوت الروسي والصيني عن الاستهداف الاميركي لليمن.
ويتابع: هذه التطورات في الاقليم والعالم يجب ان تشكل لنا كلبنانيين حافزا لترتيب اوضاعنا الداخلية وتحصين انفسنا لمواجهتها لان الخوف كبير جدا من استغيابنا عن طاولة المفاوضات المرتقبة وان تأتي الحلول على حسابنا.
ويختم مؤكدا ضرورة ان تشمل المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل التي يتولاها الموفد الاميركي هوكشتاين تحرير كامل التراب اللبناني المحتل بما فيه مزارع شبعا باعتبار ان تل ابيب المحشورة اليوم على ضوء صراخ مستوطني الشمال المطالبين بالعودة الى منازلهم مستعدة للتنازل اكثر من اي يوم مضى بدليل انها هي وراء حراك هوكشتاين وسائر المفوضين الاوروبيين الذين زاروا لبنان اخيرا.
