كتبت لورا يمين في “المركزية”:
حضرت شجون غزة خصوصا والشرق الاوسط والمنطقة عموما، بقوة في فاعليات منتدى دافوس الاقتصادي، واحتلت الجزء الاوسع من كلمات قادة العالم المشاركين. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اشار امس الى أن طرفي الصراع في غزة “يسحقان” القانون الدولي، وحثهما على وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، بحسب وكالة “رويترز”. وقال “إن طرفي الصراع يتجاهلان القانون الدولي ويضربان باتفاقيات جنيف عرض الحائط بل ينتهكان ميثاق الأمم المتحدة”.
من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسن “إن العالم يحتاج إلى إنهاء حرب غزة سريعا”، معلنا انه “قلق للغاية بسبب اتساع نطاق الحرب والتصعيد”.
بدوره، لفت وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، إلى وجود فرصة كبيرة لامتداد الحرب في أنحاء الشرق الأوسط، مؤكدا أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران كان خطأ. وقال بلينكن “يجب تطوير السلطة الفلسطينية وتوحيدها، والدولة الفلسطينية بحاجة إلى هيكل حكومي يمنح الناس ما يريدون ويعمل مع إسرائيل”. وأكد على ضرورة زيادة المساعدات إلى غزة، مشددا على الدور الذي يجب أن تلعبه إسرائيل في تخفيف المعاناة الإنسانية.
هذه المواقف كلّها تشير اذا، وبوضوح، الى ان المساعي الدبلوماسية لمنع توسع الحرب نحو نقاط اخرى في الاقليم، لم تنجح بعد. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن العائق الاساس الذي لا يزال يحول دون تحقيق الجهود ايَ خرق، يتمثّل في رفض رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، التجاوب مع الضغوط لوقف الحرب على غزة. الا ان الفصائل الايرانية المنتشرة في الشرق الاوسط، وجدت بدورها، في التشدد الاسرائيلي هذا، فرصة للتصعيد وإزعاج الغرب في اكثر من بقعة، أبرزها البحر الاحمر وفي العراق، لتحجز لراعيتها ايران – وتحت ستار دعم غزة – كرسيا محترما على طاولة المفاوضات مع الغرب في المرحلة المقبلة… كما ان ايران، قررت “التشمير” عن ساعديها وعرض عضلاتها بالمباشر، والقول للعالم “انا هنا”، مِن خلال تسديد الحرس الثوري في الايام الماضية، ضربات على اهداف في سوريا والعراق وباكستان، قائلة انها استهدفت مجموعات ضالعة في تعكير امن الجمهورية الاسلامية.
التطورات هذه، من شأنها ان تصب النار على بؤر تعاني اصلا من الغليان والازمات، ومن شأنها ان تعقّد الحلول الدبلوماسية لها. الغرب يدرك هذه الحقيقة، وانطلاقا من هنا، تشير المصادر الى ان العواصم الكبرى التي لا يرغب اي منها بالحرب، وبعد الاتصالات التي اجراها مسؤولوها في سويسرا، سيضاعفون جهودهم لترويض نتنياهو من جهة، ولردع ايران واقناعها بلجم اذرعها من جهة ثانية. غير ان هذا المسار سيكون طويلا على الارجح ولن يثمر “غدا”، تختم المصادر.