رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في خطبة الجمعة، أن “كرامة المؤمن من كرامة الله، وحماية المؤمن تتوقف على منع أي فاسد أو عصابة من لعب دور إبليس في مناطقنا، وأي غطاء للعصابات وأصحاب الجريمة هو بمثابة نار تحرق كل شيء، ولا تقوى مع العصابات ولا أمان لمن يعتدي على كرامات الناس وأعراضهم وأمنهم وأمانهم، بل الضرب بيد من حديد هو ضرورة ماسة لحماية مجتمعنا وناسنا، وهذا هو منطق الدين والضمير والدولة التي يهمها أمن ناسها ومجتمعها”.
وأوضح أن “المشروع الأميركي اليوم يريد إغراق بيئتنا وأهلنا، بكل أنواع الجريمة والفساد، بهدف سحق وجودنا وقيمنا وأخلاقياتنا، ولا قيمة لنا بلا أخلاقيات، ولا باب لنا على الله إن نحن قصّرنا بواجب دفاعنا عن أخلاقياتنا وقيمنا وطبيعة الزاد الذي نلقى به المولى سبحانه وتعالى”.
وتوجه إلى القوى المسيحية والإسلامية بالقول:”بلدنا اليوم في أشد تخبطه، وهو في قلب العاصفة، والحل بتسوية رئاسية وطنية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، تعكس المصالح الوطنية. فإمكانية الحل موجودة إذا عزلنا تدخلات الخارج، والانتظار دفعٌ للبنان إلى المجهول، ولا حل على حساب لبنان السيادي والديمغرافي. وأما الإصرار على تفريغ الدولة فهو أمر خطير للغاية، ليس على لبنان فحسب بل على المنطقة، وواشنطن تعمل على هذا المضمار، من تفريغ البلد والدولة ومؤسساتها، وأوروبا تعلم أنها أكثر من يتضرر من انهيار البلد؛ ومهما يكن لا بد من معالجة ملف النزوح أولاً”.
وأضاف: “إن ما يجري على الجبهة الجنوبية، ما زلنا مصرّين على أنها ضرورة سيادية، لأن ما يجري في المنطقة خطير، وما تقوم به واشنطن وبريطانيا ضد اليمن إرهاب ووحشية دولية، وما يقوم به أنصار الله شجاعة وشهامة وبطولة إقليمية، بل باب المندب يشهد أكبر الانتصارات الإقليمية بقيادة صنعاء”، معتبراً أنه “إذا أراد الغرب استقرار المنطقة، فليردع ربيبته إسرائيل من اعتداءاتها الوحشية على غزة، بل دون إيقاف الحرب على غزة، المنطقة كلّها في صميم انفجار لا سابق له، وتل أبيب مهما حاولت مكيجة إنجازاتها الوهمية ستبقى مهزومة، ولن تحلم بأي انتصار”.