كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
يؤكد حزب الله على لسان كل مسؤوليه، بدءا من امينه العام السيد حسن نصرالله، جهوزيته لخوض الحرب اذا قرر الاسرائيلي شنها على لبنان، ويشيرون الى ان على تل ابيب ان تخشى هذه الحرب. نصرالله قال في اطلالته الاخيرة ان الحزب جاهز للحرب مع إسرائيل منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكداً أن الحزب سيقاتل في هذه الحرب “بلا ضوابط أو حدود”. وقال نصر الله، في كلمة ألقاها بمناسبة مرور أسبوع على مقتل القيادي بالحزب، وسام طويل، في غارة إسرائيلية “موفدو دول غربية عدة “قالوا وهولوا إذا لم توقفوا الحرب الآن، فإن اسرائيل تريد أن تشن حربا على لبنان”. وأضاف “نحن منذ 99 يوما جاهزون للحرب إذا فرضت علينا، وسنُقبل عليها، وسنقاتل من دون سقف ولا ضوابط”.
الموقف نفسه تقريبا، كرره في الساعات الماضية رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي قال “عندما يلوّح العدوّ في شنّ حرب على لبنان وهو قد فشل في تحقيق أهدافه في غزة على كلّ المستويات فهو يهوّل ولا يستطيع أن يفعل ما يهوّل به وستبقى يدُ المقاومة هي العليا”، مضيفا “العدو الإسرائيلي غير جاهز للحرب أمام ما أعدّت له المقاومة الإسلامية في لبنان وستُريه كلّ بأسها”. بدوره، صرح نائب الأمين العام لـ”الحزب” الشيخ نعيم قاسم بأنه «يجب أن يعلم العدو أنّ جهوزية “الحزب” عالية جداً. فنحن نجهّز على أساس أنه قد يحصل عدوان له بداية وليس له نهاية. وجهوزيتنا لصدّ العدوان لا بداية ولا نهاية لها. وهو يعلم أننا أهل الجهاد والشهادة. وإذا تقدمنا فلا نرجع إلى الوراء. ودائماً نحن متقدمون في العمل المقاوم”. من جانبه اشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش الى ان “المقاومة لم تستخدم في عملياتها إلا جزءا يسيرا من قدراتها وسلاحها وصواريخها وإمكاناتها وخبراتها، لأن المعركة محدودة، لكن إذا فرض العدو الحرب علينا سيرى من قدرات المقاومة ما يجعله يندم على عدوانه”.
الحزب اذا جاهز لخوض الحرب، كما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. غير ان السؤال الذي يفرض نفسه اليوم هو “هل لبنان جاهز لها”؟ الجواب قطعا، سلبي. فالبلد المنهار على الصعد كافة، من الاقتصاد الى الصحة الى البنى التحتية الى المال، لا يمكنه ان يتحمّل بطبيعة الحال، اي حروب مدمرة، خاصة وان النازحين الذين هربوا حتى الساعة من الجنوب، لم تنجح الدولة بعد في استيعابهم وتأمين ابسط مقومات العيش لهم.
الحزب يراعي المصلحة الوطنية، هذا ما اكده نصرالله، وهذا امر جيد، تتابع المصادر. لكن المطلوب منه، امام حجم التهديدات الاسرائيلية، ليس فقط الا يبادر هو الى فتح الحرب، بل ان يسحب من اسرائيل كل الذرائع لشن هذه الحرب، خاصة وانه ، اذا كان الحزب جاهزا عسكريا لتدمير اسرائيل، فإن لبنان غير جاهز ولا قادر على الخروج من تحت انقاض وتكاليف تدميره من جديد. عليه، واذا كان الحزب يراعي مصلحة لبنان كما يقول، فإن حماية هذه المصلحة تتمثل اليوم في ان يتجاوب مع الاتصالات الدولية والوساطات لوقف المواجهات بينه واسرائيل على الجبهة الجنوبية، والذهاب نحو تفاهم ما يعيد الهدوء الى هذه الجبهة، بغض النظر عما يحصل في غزة.. غير ان الحزب حتى اللحظة ليس في هذا الوارد، ويُبقي، بتصرفاته، ظهرَ لبنان، مشكوفا، تختم المصادر.