كتب أسعد بشارة في “نداء الوطن”:
تعاود مجموعة الدول الخمس، محاولتها لإحداث خرق في الجدار الرئاسي المقفل، في تكرار للمساعي السابقة، التي اصطدمت بجدار «حزب الله»، المصر على مرشحه الوحيد، رئيس «المرده» سليمان فرنجية. تستعاد هذه المحاولة، في مرحلة مختلفة عما سبق، فرضتها الحرب في غزة، المرشحة للتمدد في أكثر من جبهة على امتداد المنطقة.
تنطلق المبادرة الخماسية من أسس أصبحت ثابتة أهمها:
أولاً: هناك توافق بين مجموعة الدول الخمس، على خيار المرشح الثالث، بعد أن حسمت الإدارة الفرنسية تخليها عن دعم ترشيح فرنجية والتسويق له، وقد بات أكيداً أنّ الزيارة الأخيرة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، قد حسمت هذه المعادلة، علماً أنّ لودريان، كان قد عرّج على الرياض قبل قدومه إلى بيروت، ومن هناك حسم التوافق الخماسي، على استبعاد دعم فرنجية، بمسعى سعودي وموافقة قطرية وأميركية.
ثانياً: تحاول الدول الخمس خرق الجدار المقفل الذي يتمترس «حزب الله» وراءه، معطلاً انتخابات الرئاسة، والمحاولة الجديدة تهدف إلى فصل ملف انتخابات الرئاسة، عن ملف المطالبة بتطبيق القرار 1701، ولهذا فإنّ «الحزب» المتمسك بربط الملفين لضمان سهولة الاستثمار فيهما، يعارض البت بأي خيار رئاسي ثالث الآن، لأنه يريد الثمن المقابل في ملف الجنوب والقرار 1701، ويبدو أنّ الآية قد تبدلت لدى «الحزب»، من عروض بتسهيل تطبيق القرار الدولي مقابل الحصول على رئيس مضمون، إلى عروض بتسهيل انتخاب الخيار الثالث، مقابل تخفيف الضغط في الملف الجنوبي.
ثالثاً: تهدف المبادرة الخماسية التي تلعب فيها السعودية دور رأس حربة إنهاء الفراغ، إلى التأكيد أنّ المرشح الثالث، هو المرشح الذي ستحظى ولايته الرئاسية، بالدعم العربي والدولي،على كل الصعد، والأبرز منها الصعيد الاقتصادي، لا سيما إذا ما تمكن هذا الإسم الثالث، من فرض أجندة إصلاحية في الاقتصاد والحوكمة، وفي إدارة اللعبة السياسية، بحدود معقولة، وهذا سيكون المعبر إلى عهد ينقل لبنان من مرحلة إلى مرحلة مختلفة، لكن من دون ذلك فإنّ الباب سيبقى مشرعاً على الفراغ، أو على احتمال أن يقوم «حزب الله» بفرض رئيس، سيكون رئيساً معزولاً ومحكوماً على عهده بالفشل وباستمرار الأزمة.
ليس تفصيلاً أن يستقبل السفير السعودي وليد البخاري، السفير الإيراني، والهدف إقناع جميع اللاعبين وفي طليعتهم «حزب الله»، بأنّ من المصلحة، تسليف مجموعة الخمس ورقة إنهاء الفراغ في لبنان، لأنّ ذلك سيكون المدخل إلى إعطاء ورقة لهذه الدول، كي تعمل على كبح جماح الحرب الآتية على وقع ما نتج بعد عملية 7 تشرين.