كتب يوسف فارس في “المركزية”:
تصدر المشهد العسكري المسار اللبناني بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري في ضاحية بيروت والكلمة التي رد فيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على العملية متوعدا اسرائيل بالحرب المفتوحة، وذلك من دون التحسب للظروف غير المسبوقة التي يواجهها لبنان والهادفة الى تغيير معالم الساحات المجاورة لاسرائيل ومن بينها بالطبع الساحة اللبنانية.
الخشية ليست من الحرب وتداعياتها وحسب انما مما تبيته من اجندة واهداف ترمي تل ابيب الى تحقيقها من خلال تصعيدها المتدرج لاعتداءاتها قبل الوصول الى قرار الذهاب نحو التسوية الدبلوماسية وابلاغه الى الموفد الاميركي اموس هوكشتاين الذي وصل اليها لاحقا وزار لبنان فيما بعد او الذهاب الى الحرب الشاملة، علما ان امكانية تحريك الملف الرئاسي التي كانت معلقة على عودة الموفدين الفرنسي والقطري الى بيروت قريبا لم تعد هدفا لاهل الداخل والخارج انما بات الحفاظ على الواقع الامني والسياسي الحالي هو الغاية من الاستنفار الدبلوماسي باتجاه بيروت مع عودة التحذيرات من قبل بعض الدول الاوروبية لرعاياها بعدم زيارة لبنان ومطالبة الموجودين فيه بمغادرته عاجلا.
وزير الخارجية الاسبق فارس بويز يقول لـ”المركزية” ان الهدف المعلن لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو هو القضاء على حماس والسيطرة على كامل فلسطين وتشتيت أهلها، اضافة إلى رفضه حل الدولتين واستمراره في العمليات العسكرية وهو يشتري الوقت متجاوزا الضغوط الدولية لوقف حرب الابادة والمجازر التي يرتكبها بحق ابناء غزة، كما انه ومن خلال استهدافاته اليومية لجنوب لبنان وقراه يسعى الى توسيع دائرة الحرب التي يرفضها لبنان. علما ان حزب الله كان في غاية الصراحة باعلانه ان وقف عملياته العسكرية على المراكز العسكرية الإسرائيلية والمستوطنات رهن بوقف الحرب على غزة، وتاليا هو لا يريد اي استثمار لها في الداخل اللبناني.
ويتابع: ان ايران، وعلى عكس ما يقال، تمارس اقصى درجات ضبط النفس وتعمل بدورها على منع توسيع رقعة الحرب سيما وانها والولايات المتحدة الاميركية على تفاوض مستمر في الملفات المفتوحة بينهما، النووية والمالية، وعلى نفس الموجة والهدف لجهة عدم القبول بالغاء غزة كما القضية الفلسطينية.
خلاصة القول ان الجميع يلعب على حافة الهاوية، في ظل عدم وجود قرار بالحرب الشاملة عند احد من المعنيين على امتداد المنطقة والعالم.