كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
بعد ثماني سنوات على تفرغ آخر دفعة، اي عام 2014، لاح بصيص أمل للأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية، الذين ينتظرون دورهم لإقرار مرسوم التفرغ، بعد الاتصال الذي أجراه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الشهر الماضي، برئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران، وطلب منه إنجاز الملف سريعاً تمهيداً لإقراره في مجلس الوزراء، رغم كل ما يحيطه من عقبات لم تذلّل، من خلل في التوازن الطائفي إلى المالية، بما أن التفرغ يقتضي تأمين رواتب للمتفرغين الجدد، وزيادة موازنة صندوق التعاضد لتوفير التغطية الصحية لهم.
منذ آخر دفعة تفرّغ، تقاعد نحو ألف أستاذ ولم يدخل إلى الجامعة أي أستاذ للتفرغ، وباتت الهيئة التعليمية قائمة على نحو 5 آلاف أستاذ، حوالي 1700 منهم فقط في ملاك الجامعة.
ويبلغ عدد المرشحين للتفرغ حالياً 1800، سيفرّغون على ثلاث دفعات، تشمل الأولى 800 أستاذ (60 في المئة مسلمون و40 في المئة مسيحيون، وعدد الشيعة أكثر من السنّة)، والنسب نفسها تنطبق على الدفعتين الثانية والثالثة التي تضمّ كل منهما 500 أستاذ.
فضيحة جديدة اذا في الجامعة اللبنانية فهل تمر ام يتم تجميدها لإعادة النظر فيها لتحقيق التوازن الطائفي فيها؟
رئيس رابطة الاساتذة المتفرغين الدكتور انطوان شربل يؤكد لـ”المركزية” ان “أولوية الرابطة هي الحاجة والكفاءة واستيفاء الشروط، منذ انتخاب الرابطة عام 2023 وضعنا ملف التفرغ من ضمن أولوياتنا وعقدنا اجتماعات ومنهم الرئيس ميقاتي ووزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي ورئيس الجامعة. هذه الاتصالات حرّكت الملف وطُلِب من رئيس الجامعة تحضير الملف. ففي غياب مجلس الجامعة، يقوم مقامه رئيس الجامعة ووزير التربية كوزير وصاية”.
ويضيف شربل: “وعد رئيس الجامعة أنه سيُنجز الملف قبل نهاية العام 2023، وهذا ما حصل. وأرسل في الاسبوع الاول من العام الحالي الملف الى وزير التربية، الذي بدوره اطلع عليه وسيُجري المقتضى ويحوّله لاحقاً الى الامانة العامة لمجلس الوزراء. كرابطة نتابع الملف لأن لدينا اليوم 33 في المئة من أساتذة الجامعة من المتفرغين والملاك و67 في المئة متعاقدين بالساعة، وهذا يُعتَبَر بمثابة هرم مقلوب، يجب ان يكون العكس، لأن التفرغ حاجة للجامعة اللبنانية، كما هي حاجة للأستاذ”.
ويختم: ” كرابطة نتابع الملف من أجل إقراره بأسرع وقت ممكن كي تتمكن الجامعة من الاستمرار بالزخم والنشاط والمستوى العالي”.
من جهته، يعلّق الرئيس السابق لرابطة الاساتذة المتفرغين الدكتور عصام خليفة لـ”المركزية” بالقول: “أود فقط ان أذكّر بما قاله الرئيس الراحل أدمون نعيم الذي كان يعتبر التوازن في الجامعة من اداريين واساتذة هو الموقف العلماني والوطني”، ويستطرد: “أكتفي بالقول ان هذه الجامعة تركتها منذ 12 عاماً وأرى اليوم كيف ينهشونها، لم تعد الجامعة التي أحب”.