جاء في “المركزية”:
قبل أيام أعلنت إسرائيل في بيان عن قصف مطار تابع لــ”حزب الله” في منطقة بركة جبور- أعالي منطقة جزين في جنوب لبنان.. وافادت إن القوات الإسرائيلية “هاجمت مبانٍ ومواقع عسكرية تستخدمها الوحدة الجوية التابعة لحزب الله”،أن المطار الذي تم قصفه يبعد 20 كيلومتراً عن شمال مستوطنة المطلة.
وعلى رغم تكتم حزب الله عن صحة ما ورد في البيان علمت “المركزية” من مصادر عليمة في المنطقة أن القصف استهدف المطار مباشرة وطال المدرجات التي كانت تستعمل لإطلاق المسيرات من دون طيار. وتضيف أن المسيرات التي يطلقها الحزب بعد الإعلان عن قصف المطار هي من النوع الذي لا يحتاج إلى مدرجات وتقتصر حمولتها على قذيفة صاروخية.
قصف مطار حزب الله يؤشر وفق المصادر إلى تحول في مسار استهداف حزب الله والضغط عليه في الجنوب اللبناني. وهذه الإنعطافة قد تؤدي إما إلى التصعيد لا سيما إذا دخلت الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ وتمت عملية تبادل الأسرى من قبل الطرفين، مما يمنح إسرائيل الوقت الكافي لتحويل مسار الحرب نحو الجنوب اللبناني والقيام بالضربة التي تُبعد حزب الله عن حدودها الشمالية إلى عمق حوالى 7 كلم نحو الداخل اللبناني. أما الخيار الثاني غير المستبعد أيضا فهو الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
قرار التصعيد لا يتوقف حتما على حزب الله وهذا الأمر بات محسوما وفق الاستراتيجية التي يتبعها في رده على الضربات الإسرائيلية التي تطال قيادييه ومراكزه العسكرية. كذلك الأمر بالنسبة إلى إسرائيل التي تنتظر الإشارة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. والظاهر أنها بدأت تلوح في الأفق بعد قصف القاعدة العسكرية الأميركية عند الحدود الأردنية. إلا أن القرار لا يزال يتأرجح وفق محللين استراتيجيين بين الذهاب إلى معركة مفتوحة وشن ضربات على قواعد عسكرية داخل إيران وبين خيار أن يقتصر الرد على اغتيال مسؤولين وقياديين في الحرس الثوري الإيراني على غرار عملية اغتيال قاسم سليماني في عهد الرئيس دونالد ترامب. والأسماء المدرجة على لوائح الإغتيال باتت جاهزة وفق المصادر.
والسؤال ، هل تذهب أميركا إلى خيار الحرب عشية دخول بلاد العم سام معركة الإنتخابات الرئاسية أو تتجه للجلوس إلى طاولة المفاوضات؟ الأكيد أننا اليوم أمام الفصل ما قبل الأخير من سيناريو الحرب التي بدأت في 7 تشرين الأول 2023 بين إسرائيل وحركة حماس. أما النهاية فستكتب إما على طاولة مفاوضات أميركية -إيرانية، أو على صدى قرع طبول الحرب. وهنا لا يمكن التكهن بمسار هذه الحرب التي ستندلع لا في المكان ولا الزمان.