جاء في “نداء الوطن”:
على وقع اللهيب الجنوبي المستمرّ، انطلقت اللجنة الخماسية في حراكها الرئاسي من عين التينة أمس، في محاولة جديدة لإيجاد مخرج توافقي ينهي الشغور المستمر. وفي هذا السياق، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري سفراء كل من السعودية وليد البخاري، قطر الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن فيصل آل ثاني، فرنسا هيرفي ماغرو، مصر علاء موسى والولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون. في لقاء «استمر زهاء الساعة جرى خلاله عرض لآخر المستجدات لا سيما الاستحقاق الرئاسي»، وفق اعلام عين التينة، الذي نقل عن بري بعد اللقاء قوله «إن الموقف كان موحّداً، والإجتماع مفيد وواعد».
أما الوضع الأمني في الجنوب راهناً فقد حضر في الاجتماع الذي انعقد في السراي الحكومي بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو الذي زار أيضاً قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، وتناول البحث التعاون والتنسيق بين الجيش و»اليونيفيل».
في الحركة الديبلوماسية، زارت السفيرة الاميركية ليزا جونسون امس النائب السابق وليد جنبلاط في كليمنصو، وتم البحث في آخر التطورات السياسية، بحضور رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» النائب تيمور جنبلاط، والنائب وائل أبو فاعور، فيما زار سفير روسيا الاتحادية في لبنان أليكساندر روداكوف، رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل، ودعاه إلى المشاركة في المؤتمر الذي ينظمه حزب روسيا الموحدة الحاكم في موسكو الشهر المقبل.
إلى ذلك، ذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية أن الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، استقبل أمس المبعوث الخاص للرئيس سعد الحريري، جورج شعبان الذي عرض «رؤية الحريري وتصوره إزاء تطور الأحداث في لبنان ولا سيما مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية».
كما جرى «استعراض النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، مع التشديد على ضرورة عدم اتساعه إلى بلدان المنطقة. وأكد الجانب الروسي على دعم موسكو الثابت لسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، مشدداً على ضرورة حل المشاكل العالقة من خلال الحوار الوطني بمشاركة كافة القوى السياسية ومن دون اي تدخل خارجي».
على صعيد آخر، استنكرت وزارة الخارجية والمغتربين الهجوم الأخير «على أفراد أميركيين متواجدين على الحدود الأردنية وما نتج عنه من خسارة عدد من الأفراد وسقوط جرحى، وما يشكّله أيضاً من انتهاك لأمن وسيادة الأردن الشقيق، وما ينتج عنه من تصعيد خطير، وتوتر في المنطقة جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة». وأبدت تضامنها مع الأردن وتأييدها «لما تتخذه السلطات الاردنية من إجراءات تحفظ لها أمنها واستقرارها».
ودعت «جميع الأطراف المؤثرة إلى تكثيف الجهود من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ووقف التصعيد والتوتر من خلال وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، كمدخل لحل سياسي قائم على قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الامم المتحدة ذات الصلة».
مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أبدى «خشيته من توسيع العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان»، وقال: «تدحرج التطورات في الجنوب ينذر بمخاطر مبيتة لدى الكيان الصهيوني في شنّ عمليات خاطفة في مناطق لبنانية عدّة، مما يستدعي أن يكون لبنان واللبنانيون على استعداد لأي تطور امني، وهذا يتطلب مزيداً من الوحدة والتضامن والتآلف والتلاحم بين اللبنانيين ليكونوا سدّاً منيعاً في مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان».
أضاف: «لا يجوز التعرّض لبعضنا البعض وبخاصة في هذه الظروف الدقيقة، بل علينا القيام بجهود مضاعفة في سبيل تدعيم وحدتنا الوطنية وإنجاح المساعي الطيبة والجدّية التي تقوم بها اللجنة الخماسية، التي نعول على نجاح عملها لإيجاد حلول للازمة اللبنانية في المساعدة لإنجاز انتخاب رئيس للجمهورية جامع، يساعد مع حكومة لبنانية فاعلة في عملية إنقاذ لبنان سياسياً واقتصادياً ومعيشياً».
دفاعاً عن الراعي
وقد تواصلت ردود الفعل المستنكرة للتطاول على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وقال الرئيس فؤاد السنيورة إنّ «الحملة الشعواء المَعيبة التي تساقُ وتُشنّ ضد البطريرك الماروني من قبل جهاتٍ معروفةٍ مسيطِرَةٍ ومسيَّرةٍ مرفوضة ومدانة»، وذكّر أنّ الراعي «درج على التعبير في أغلب مواقفه وعظاته عن الآلام والمعاناة الشديدة التي يُعاني منها الشعب اللبناني بكل فئاته ومناطقه، لذلك ما زال يثابر على إطلاق صرخاته الوطنية من أجل تحرير المواطن والوطن من سيطرة سياسات الاستقواء والممارسات الفاشلة والمستبدة التي رهنت الدولة ومؤسساتها واختطفت قرارها. لهذه الأسباب كان التهجم على غبطته نتيجة مواقفه الوطنية اللبنانية، وهو تهجّم مدان ويفترض بتلك الأصوات أن تعود إلى رشدها وتتراجع وتتوقف عن تهجماتها، فغبطته لم يتكلم إلاَّ من أجل مصلحة لبنان ولحماية جميع المواطنين ولا يحق لأحد إسكاته أو التهجّم عليه بهذه الطريقة المرفوضة والمدانة».
واستنكر عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة الحملات التي تستهدف البطريرك «والتي هي سابقة خطيرة تطاول مرجعية مسيحية وطنية، الأمر الذي لم نقبل به تحت أي طارئ، فبكركي تاريخياً إلى جانب كل اللبنانيين ومختلف الطوائف والمذاهب، ولها دور وطني وسيادي واستقلالي ولن نسمح باستهدافها، وأدعو من يمون على هذا الجيش الالكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يتطاول على البطريرك الراعي أن يوقف هذه الحملات المدانة جملة وتفصيلاً». وذكّر بأنّ «بكركي رعت مصالحة الجبل وتعمل من أجل ترسيخ الوحدة الوطنية على مستوى كل لبنان، لذلك أدعوهم إلى وقف هذه الحملات وكنّا ماضياً وحاضراً إلى جانب هذا الصرح الوطني وسنبقى».
وتقدّم رئيس «حركة التغيير» المحامي إيلي محفوض من خلال محامين «بشكوى جزائية ضد كل من تعرض للبطريرك الراعي ومن خونه ونعته بالعمالة وطالبنا بإنزال العقوبات التي ينصّ عليها القانون».