جاء في “نداء الوطن”:
كان الحدث الداخلي الأبرز أمس، زيارة سفراء دول «الخماسية» لرئيس مجلس النواب نبيه بري، لكنه اقتصر فعلياً على الصورة الجامعة للسفراء في عين التينة. ففي المضمون، لم تؤدِ الزيارة الى تحريك الملف الرئاسي الذي من أجله تألفت اللجنة. كما أنّ الرئيس بري، بقي على مواقفه التي ثابر عليها منذ نشوب أزمة الفراغ الرئاسي منذ عام و3 أشهر. فهل كانت زيارة السفراء خطوة لا لزوم لها ما دامت لم تضف شيئاً الى المساعي لحل هذه الأزمة؟ وفي الواقع ظهرت كأنها «حوار طرشان» ما دام رئيس البرلمان مستمر على قديمه المعطّل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
في أي حال، ووفق مصادر اللجنة الخماسية، «أنّ زيارة عين التينة ستكون اللقاء الوحيد للخماسية في الوقت الحاضر، ولن تكون هناك لقاءات أخرى للسفراء»، وأوضحت أنّ الكلام «تناول العموميات إنطلاقاً من قرار «الخماسية» الامتناع عن طرح الأسماء على مستوى الترشيحات الرئاسية. لذلك ابتعد السفراء عن طرح اسم أي مرشح، لأن هذا شأن اللبنانيين».
لكن بري تكلم على أهمية الحوار، وقال: «حتى لو دعيت الى عقد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية، والخلاف ما زال موجوداً، فلن تؤدي الى نتيجة». وقال للسفراء: «أنا مستعد لعقد جلسة الانتخاب هذه، لكن فلنأتِ الى الحوار أولاً ولنتفق على اسم مرشح، ونذهب بعد ذلك الى جلسة لانتخابه».
ورأى مصدر في كتلة «التنمية والتحرير» التي يترأسها بري أن «الجو كان ايجابياً والتفاؤل قائم»، وقال إنّ السفراء أبلغوا إلى بري «جهوزية «الخماسية» للمساعدة وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، وأنّ مسؤولية اللبنانيين إنجاز الاستحقاق الرئاسي، و»الخماسية» لن تدخل في الأسماء، مع التأكيد على أهمية التواصل والنقاش بين الفرقاء السياسيين للتفاهم بمواكبة «الخماسية»، كلما دعت الحاجة، مع التعويل على دور بري وقدرته على التحاور والتلاقي مع الجميع».
وأوضح بري بعد اللقاء «أن الموقف كان موحداً. والإجتماع مفيد وواعد».
وذكرت معلومات أنّ السفراء سيرفعون تقارير الى بلادهم لاتخاذ الخطوات اللاحقة، وأشارت الى أنّ المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان سيزور لبنان قبل العاشر من شباط المقبل.
وتبعاً للمعلومات نفسها، فإنّ السفراء شددوا على فصل الاستحقاق الرئاسي عن حرب غزة، فيما لا تزال مواجهات الجنوب في دائرة العنف اليومي، كما كانت الحال أمس.
وفي هذا السياق، على الصعيد الاسرائيلي، وخلال تقييم للجبهة الداخلية في منطقة حيفا الكبرى، قال وزير الدفاع يوآف غالانت: «ستأتي المرحلة التي ينفد فيها صبرنا، نؤثر القيام بعمل قوي لفرض السلام على الحدود الشمالية. وعلينا أن نأخذ في الاعتبار احتمال حدوث تصعيد واسع. إن احتمال التوصل إلى اتفاق محتمل مع «حزب الله « بدأ ينفد. وإذا تدهور الوضع أكثر، فإن الحالة في حيفا لن تكون جيدة، ولكن في بيروت، سيكون الوضع مدمراً. وفي ضوء الاحتمال المتزايد للحرب في الشمال، تحتاج حيفا إلى إجراء استعدادات أكثر شمولاً لملاقاة احتمال ضربها بأعداد كبيرة من صواريخ المنظمة».
وبحسب صحيفة «تايمز اوف اسرائيل» ، يمتلك «حزب الله» 150 ألف صاروخ وقذيفة هاون، ويمكنه إطلاق ما يصل إلى 8000 صاروخ يومياً، أي أعلى بعدة مستويات من قدرة «حماس»، بخلاف يوم واحد هو 7 تشرين الأول الماضي .