Site icon IMLebanon

لماذا لا يتمثل “الحزب” بنظيره العراقي؟!

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

في قرار لافت ومتقدم، اعلنت كتائب حزب الله العراقية المسلحة إنها ستعلق عملياتها العسكرية والأمنية ضد القوات الأميركية بهدف منع أي إحراج للحكومة العراقية.

واصدرت الكتائب مساء الثلثاء بيانا جاء فيه “إن طريق ذات الشوكة صعب عسير وضرائبه كبيرة، والأحرار السائرون فيه يُدركون أن الأثمان مهما عظمت تهون أمام تحقيق رضا الله ونصرة المستضعفين، وقد اتخذت المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله قرارها بدعم أهلنا المظلومين في غزة الصمود بإرادتها، ودون أي تدخل من الآخرين، بل إن إخوتنا في المحور، لا سيما في الجمهورية الإسلامية لا يعلمون كيفية عملنا الجهادي، وكثيراً ما كانوا يعترضون على الضغط والتصعيد ضد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا، والتزاما منا بأداء تكليفنا الإنساني والعقائدي، فقد عملنا بحكمة وتدّبر ومراعاة الموازين الشرعية والأخلاقية بشكل دقيق في أشد الظروف وأقساها.. اننا إذ نعلن تعليق العمليات العسكرية والأمنية على قوات الاحتلال -دفعا لإحراج الحكومة العراقية-سنبقى ندافع عن أهلنا في غزة بطرق أخرى، ونوصي مجاهدي كتائب حزب الله الأحرار الشجعان و المخلصين بالدفاع السلبي (مؤقتاً)، إن حصل أي عمل أمريكي عدائي تجاههم”.

موقف حزب الله العراقي اتى اثر أول هجوم كبد القوات الأميركية في الشرق الاوسط، خسائر بشرية منذ اندلاع طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول الماضي، حمل توقيع الحزب الذي استهدف مركزا اميركيا في التنف عند الحدود السورية – الاردنية.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن اكثر من عامل دفع بالحزب الى اتخاذ هذا القرار. اولا، لان الحكومة العراقية سعت اليه وعملت لانتزاعه، خشية تداعيات ما فعلته “الكتائب” ضد اميركا، عليها وعلى امن العراق السياسي والعسكري. وقد قال فرهاد علاء الدين المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن قرار كتائب حزب الله العراقي جاء بعد أيام من الجهود من قبل رئيس الوزراء لوقف التصعيد، وطالب جميع الأطراف المعنية بدعم جهود منع أي تصعيد.

ايضا لعب التلويح الاميركي بالرد بصرامة على عملية الحزب، من دون ان تحدد واشنطن بعد ما اذا كانت ستضرب الكتائب ام ايران ام اي اذرع ايرانية في الشرق الاوسط، لعب دورا في مسارعة الفصيل العراقي الى هذا القرار “التراجعي”، علّه يخفف من حجم الرد العقابي للولايات المتحدة، الآتي حتما، عسكريا واقتصاديا… لكن اللافت بحسب المصادر، هو ان الحزب قرر اعطاء موقفه بعدا عراقيا وطنيا صرفا، اي انه قال انه لا يريد احراج الحكومة العراقية. والسؤال الذي تبادر الى اذهان المحللين هنا، هو لماذا لم يفعل حزب الله اللبناني الشيء نفسه؟ لماذا قرر ولا يزال تعريض امن لبنان بأكمله للخطر ووضعه في ممر الفيلة، على وقع تهديدات اسرائيلية يومية بتدميره؟ قد يكون استسلام الحكومة للحزب سمح له بالذهاب بعيدا في المواجهات، لكن الوقت لم يفت بعد، ولتجنيب لبنان الاحراج والمخاطر والحروب، يمكن للحزب، كما فعل نظيره العراقي، ان يعلن تعليق عملياته عبر الجنوب.. فهل يفعل؟!