IMLebanon

الحلبي: التعليم الرسمي ليس من مسؤولية الدولة فقط

زار وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي مركز تجمع أم النور في عينطورة كسروان، على رأس وفد من الوزارة ضم المدير العام للتربية الأستاذ عماد الأشقر، مديرة مكتب الوزير رمزة جابر، رئيسة المصلحة الثقافية صونيا الخوري، مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا الخوري، والمستشار الإعلامي ألبير شمعون، وكان في استقبالهم عضو مجلس التعليم العالي وعضو لجنة أصدقاء المدرسة الرسمية في كسروان الدكتور سهيل مطر، مؤسس أم النور المطران غي بولس نجيم، ورئيس تجمع أم النور جبرائيل دبانة، المدير العام الخوري طوني أبي عازر، وإيلي وهيبة، وهنري مسعد وسامي فهد.

وبعد كلمة ترحيب من الرئيس الفخري للتجمع المطران نجيم، عرض المجتمعون رسالة التجمع واهدافه وخدماته والتزاماته واستقباله المدمنين على المخدرات وكيفية المتابعة حتى الشفاء من الإدمان، وانتشار مراكز التجمع في كسروان وطرابلس وغيرها. كما اطلع الوفد على شهادات حية، وعرض لمذكرة التفاهم مع المركز التربوي للبحوث والإنماء، وسبل التعاون مع الوزارة عبر العمل على توقيع مذكرة مع المديرية العامة للتربية، وتعميم استخدام الدليل المرجعي، والتعاون مع شركاء في برامج تربوية وتوعوية، والسعي إلى توفير الدعم للتجمع من اجل الاستمرار برسالته مجانا.
الحلبي عبّر عن تقديره الكبير للرسالة الإنسانية العظيمة التي يتولاها تجمع أم النور، والإنجازات الكبيرة التي تعكس التزامه بالعناية بالمدمنين من دون تمييز ما يعكس الصدقية في تقديم برامج الوقاية والعناية بالصحة النفسية ومتابعة المدمنين في السجون، معربا عن دهشته لتدني أعمار المدمنين إلى نحو ١٣ سنة وما فوق، وأعطى توجيهاته إلى المدير العام والإدارة لبلورة ما تم التوافق عليه عمليا.

ثم انتقل الوزير ووفد الوزارة إلى مدرسة عينطورة حيث استقبلهم رئيس المدرسة الأب عبدو عيد وهو عضو في لجنة أصدقاء المدرسة الرسمية في كسروان، وتحدث سهيل مطر باسم النائب نعمت إفرام رئيس جمعية أصدقاء المدرسة الرسمية في كسروان الموجود في الخارج، عن دور الجمعية وإسهاماتها على مدى سنوات في توفير الاحتضان والدعم للمدرسة الرسمية وتنظيم الأنشطة والسهر على تأمين العديد من احتياجات المدارس الرسمية عند عدم قدرة الدولة وحدها على توفيرها. كما كان عرض لبرامج دعم المتعلمين تربويا وإعدادهم للامتحانات الرسمية، ومساعدة الأسر على إلحاق أولادهم في التعليم الرسمي. وعبر عن التقدير الكبير لما يقوم به الوزير والوزارة في هذا الزمن البالغ الصعوبة، للمحافظة على التعليم الرسمي وحل مشاكل القطاع الخاص، مشيرا إلى استعداد الجمعية ورئيسها لمتابعة التعاون من أجل تمكين أبناء المجتمع من الحصول على التعليم الجيد.

الحلبي وجه تحية التقدير إلى الجمعية ورئيسها نعمت أفرام وجميع الأعضاء على هذا التاريخ من احتضان المدرسة الرسمية في كسروان، وأكد أن التعليم الرسمي ليس من مسؤولية الدولة وحدها بل بالتعاون مع القوى الحية في المجتمع، خصوصا عند تقاعس الدولة عن القيام بواجباتها بسبب الأزمة الاقتصادية وتراجع قيمة النقد، ودعا إلى تعميم هذه التجربة في مختلف المناطق، والتعاون من أجل تعويض الفاقد التعليمي ومساعدة المتعلمين على تأمين حاجاتهم التربوية.
بعد ذلك جال الوزير وصحبه على المكتبة التاريخية في المدرسة واطلع على الوثائق التي تعود إلى العام ١٨٣٤. وأسماء التلاميذ وعلاماتهم، سيما وأنها مدرسة الزعيم والفيلسوف كمال جنبلاط، وتفقد الكنيسة والمدرسة ومختبراتها كما زار غرفة الأديب الفرنسي ألفونس دو لامارتين الذي عاش في لبنان نحو ثلاث سنوات.

بعد ذلك انتقل الوزير والوفد إلى مؤسسة فيلوكاليا وكانت في استقبالهم الراهبة الاخت مارانا سعد، التي وضعت الحضور في أجواء أنشطة المؤسسة التي تدرس الموسيقى وقيادة الأوركسترا والكورال والرسم والفنون الجميلة والرقص وإعداد الطعام وإدارة ألمؤسسات الفندقية. كما كان عرض للأنشطة التنسيقية السنوية والريسيتالات ودورات التدريب والتأهيل على الفنون الفندقية.

ثم جال والوفد على المباني التي يعود تاريخ بنائها إلى نحو أربعمائة سنة وتم ترميمها وتأهيلها والمحافظة على هندستها مع تحويلها إلى صفوف للموسيقى وقاعات للأنشطة الثقافية والفنية والإبداعية.
وأعتبر أن الجهود التي بذلتها الأخت مارانا سعد وفريق عملها في المؤسسة، قد أحيت هذا الدير التاريخيّ وجعلته نابضا بالموسيقى والرسم والتراتيل والرسم والفندقة على مستوى رفيع من الإبداع. وهنأها على رفع أسم لبنان عاليا في الداخل والخارج، واطلع منها على التحضيرات لرفع مشروع تأسيس معهد جامعي للموسيقى والفنون الجميلة والفنون الفندقية.

ثم قدم عدد من الطالبات عرضا إرشاديا أوبراليا، كما تفقد الوزير صفوف تعليم الموسيقى.
وأقامت الأخت مارانا حفل غداء على شرف الوزير والوفد.

من جهة ثانية، تلقى الحلبي اتصالاً من المدير الإقليمي للبنك الدولي جان كريستوف كاريه، الذي أكد للوزير أن البنك الدولي لا يكلف أحدا التحدث باسمه أو إطلاق مواقف نيابة عنه، ولفت كاريه إلى أنه عندما يريد مناقشة مشروع مع وزارة التربية أو إبلاغها بموقف معين فإنه يجتمع بالوزير ويطرح الأفكار ويناقشها مع الوزارة بصورة مباشرة، مؤكدا أن الاجتماعات مستمرة مع فريق عمل البنك الدولي. وقد شكره الوزير على التعاون في تطبيق الخطة الخمسية للوزارة، ودعم التعليم الرسمي وتأمينه للجميع.