جاء في “الأنباء” الإلكترونية:
على وقع التصعيد الميداني في الجنوب اللبناني كل يوم، يشهد لبنان حركة موفدين غير مسبوقة للبحث بإمكانية تخفيف التوتر جنوباً وتطبيق القرار 1701 وان تشمل الهدنة المتوقعة بين اسرائيل وغزة جنوب لبنان ومنع اسرائيل من تحويل الاشتباكات على حدودها الشمالية الى حرب موسّعة.
وبعد زيارة وزيري خارجية بريطانيا وهنغاريا الى لبنان، وعقدهما لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين لهذا الغرض، يصل الى لبنان وزير خارجية فرنسا الأسبوع المقبل لتجديد الدعوة الى المسؤولين اللبنانيين من أجل الضغط على حزب الله للموافقة على الهدنة وتنفيذ القرار 1701 وحث القوى السياسية على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية والاستفادة من المناخ الدولي القائم تجاه لبنان.
وفي السياق، وصفت مصادر سياسية متابعة الحراك الدبلوماسي باتجاه لبنان بالايجابي، والذي يعبّر عن مدى اهتمام هذه الدول بلبنان. ودعت القوى السياسية الى ضرورة تلقف هذه المبادرات والعمل على انتخاب رئيس جمهورية وإنقاذ ما تبقّى من هيكلية الدولة قبل ضياع الجمهورية.
في المواقف، لاحظ النائب السابق فارس سعيد في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية تبدلاً في المشهد السياسي إنطلاقاً من البيان الذي صدر عن كتلة الوفاء للمقاومة، ويحمل نقطتين مهمتين. الأولى ضرورة تلمّس الفرج الآتي، والثانية الحديث عن اتفاق إطار من أجل هدنة ما أو وقف إطلاق نار أو تسوية ما تبدأ بترتيب الأوضاع في غزة والمنطقة.
وقال سعيد: “عندما يلحظ بيان كتلة الوفاء للمقاومة ان هناك اتجاه لتلمس مخارج لأزمة المنطقة معنى ذلك اننا على قاب قوسين وأدنى من مرحلة جديدة تنقل المنطقة من الحرب الى ترتيب أوضاع، وان الاهتمام الذي تبديه أجهزة المخابرات الالمانية والقطرية والفرنسية والانكليزية ووزير الخارجية البريطانية دايفيد كاميرون ووزير الخارجية الفرنسي تجاه لبنان يتركز بالدرجة الأولى من أجل التوصل لوقف إطلاق النار في الجنوب وتطبيق القرار 1701 والحفاظ على لبنان، وأن ضمان أمن اسرائيل هو في يد ايران وليس هناك أي لاعب لبناني بإمكانه تقديم أي كلمة في هذا الشأن. بمعنى أن تنفيذ القرار 1701 شان لبناني وبالمقابل ضمان أمن اسرائيل شأن غير لبناني، فهو بيد إيران.
ورأى سعيد أن حزب الله لا يدخل بالمقايضة ولا يعطي ضمانات لأمن اسرائيل ليحصل على رئيس جمهورية، لكن إذا توصلنا الى ترتيب إقليمي يشمل لبنان، من الطبيعي أن يطالب حزب الله بجمهورية صديقة تتجاوز انتخاب الرئيس لتصل الى موضوع سلّة متكاملة، مكرّراً القول اننا أمام مرحلة انتقالية تنقل المنطقة من حالة الحرب الى حالة ترتيب أوضاع، متوقعاً خرق ما يساعد على انتخاب رئيس جمهورية فالتعب بدا واضحاً لدى الجميع. حزب الله تعب من الحرب والقوى المسيحية تعبت من الإرباك وما عادوا يعرفون ما يقولون والفريق السني مربك اكثر واكثر والثنائي الشيعي أمام مسؤولية هائلة لأن ظروف الحرب مع اسرائيل اليوم مختلفة عن حرب تموز 2006. يومها كانت هناك حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وقد نجحت بالتوصل الى القرار 1701 وكان هناك احتضان لبناني لحزب الله وكانت سوريا موجودة بكامل قوتها كدولة وتوفر له كل الدعم، أما اليوم الوضع مختلف كلياً فالحزب يحمّل بيئته ولبنان أكثر من قدرتهم على تحمّله فهذه الارباكات كلها تؤدي في النهاية الى حل.
وبالنتيجة فإن لبنان أمام فرصة مهمة، فإما الانصياع للارادة الدولية وتطبيق القرار 1701 وانتخاب الرئيس أو الدخول في المجهول.