كتب أنطوان الأسمر في “اللواء”:
تحمل مجموعة السفراء الخمسة بذور تفجير ذاتي، صحيح أنها باشرت نشاطها رسمياً بداية هذا الأسبوع بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، غير أن أسرارها شاعت قبلاً، زادت مع التناقض بين أعضائها والذي فرض إرجاء الاجتماع الأول مع بري الأسبوع الفائت، وتنامت في الأيام الأخيرة مع لحظ ارتفاع في مستوى الحساسيات السياسية والشخصية بين اكثر من سفير.
لم يعد خافيا التنافس بين السفراء الخمسة على ريادة التحرك، بعدما بات واضحا وجود تباين في وجهات النظر يعكس الاختلاف في المقاربة على مستوى العواصم المعنية ووزارات الخارجية في تلك العواصم.
اللافت أن نفي أكثر من سفير وجود تباين داخلي لم يحجب وقائع تؤشّر إلى تنامي تلك الحساسية السياسية والشخصية، منها ما يعود إلى الطباع والتنافس على القيادة والريادة، ومنها ما يتّصل بالخلاف في مقاربة الشأن الرئاسي اللبناني. إذ صار معلوما أن الدوحة على طرح اسم المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري والتمسك به على الرغم من أن الاتفاق العام حصل على استبعاد الأسماء والاكتفاء بتحديد المواصفات والمعايير، يشكّل مادة خلاف مع واشنطن والرياض.
في أي حال، يُنتظر ما سيلي الاجتماع مع بري من خطوات تترجم ما ترمي إليه المجموعة الخماسية في شأن إنهاء الأزمة الرئاسية. لكن انكفاءها عن الاجتماع بباقي القيادات، كما كان مقررا سابقا، يشكّل إشارة سلبية لها قبل غيرها. إذ كيف يُفترض بها أن تنادي بالحوار بين المكوّنات اللبنانية، وهي نفسها، أو بعض أعضائها، غير قادرة أو رافضة لمحاورة قادة تلك المكوّنات؟
لا يؤسس هذا التنافس الديبلوماسي، بالتأكيد، لمناخ يسهم في دفع عمل المجموعة قدما، بل يزيد التعقيد تعقيدا، وينسحب حكما على علائق العواصم الخمس بعضها ببعض.
وكان الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني قد اجتمع في الأسبوع الأخير مع عدد من القيادات، من مثل رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية ومسؤولين في حزب الله. لكنه لم يخرج سوى بتأكيد المؤكد. إذ لا يزال الحزب مقيما على ترشيح لفرنجية، كما فرنجية نفسه، بما يناقض ما تسعى إليه المجموعة الخماسية من تحديد للمعايير والمواصفات، في مقدمها التوافق، على أن تلي ذلك مرحلة الخوض في الأسماء. أما الدوحة فتواصل التسويق لمرشّحها، هو ما لا يلقى استحسانا من كل من واشنطن والرياض، وباريس بدرجة أقل. والعواصم الثلاثة لا تزال تصرّ على تحديد المواصفات والمعايير من دون الخوض في أسماء المرشحين.
طبيعي، والحال هذه أن يؤثر مجمل هذا الواقع في وحدة الموقف لدى المجموعة الخماسية، ويحول حتى الآن دون تحديد موعد لاجتماعها، علما أن أكثر من عاصمة تقدمت لاستضافة الاجتماع المعلق، من بينها باريس والرياض والقاهرة، علما أن الدوحة سبق أن استضافت الاجتماع الأول.
وعلى هذا برز تعليق سياسي ليناني مخضرم ومحنّك، يختصر على الأرجح مآل ما تحور وتدور به المجموعة وسفرائها. إذ هو قال: الخماسية، في حقيقة الأمر وبكل بساطة، هي ثلاثية أميركية- سعودية- إيرانية، في إشارة إلى أن العقدة تكمن تحديدا عند تلك الثلاثية، وكذلك الحلّ.
أضف أن استمرار الميني حرب جنوبا يشكّل هو بذاته عاملا كابحا لأي تقدّم على المستويين السياسي والرئاسي. فحزب الله مصرُّ على على ربط أي حوار أو نقاش بوقف الحرب على غزة، فيما الحوار الأميركي – الإيراني في عُمان وفي غيرها يشهد صعودا وهبوطا حادين، خصوصا بعد استهداف كتائب حزب الله العراقي قاعدة البرج 22 الأميركية شمال شرق الأردن، ومن ثم إعلانها تعليق عملياتها ضد القوات الأميركية. وبدا هذا الإعلان بمثابة استباق للرد الأميركي الذي أكد الرئيس جو بايدن حتميته لكنه لم يحصل بعد، غير أنه في الواقع استدراك من إيران لفعل من صنع أحد أذرعها، لكنه على ما ظهر ذهب أبعد مما كان مرسوما له أن يكون.
ولا شكّ أن هذا القرار الاستدراكي الإيراني يفسّر إلى حد بعيد القيود التي وضعها حزب الله لنفسه في معركته راهنا مع إسرائيل، ويؤسّس ربما لاستدارة بطيئة لبنانيا يؤمل أن تدفع في اتجاه ولادة الحل السياسي – الرئاسي المأمول. كتب أنطوان الأسمر في “اللواء”:
تحمل مجموعة السفراء الخمسة بذور تفجير ذاتي، صحيح أنها باشرت نشاطها رسمياً بداية هذا الأسبوع بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، غير أن أسرارها شاعت قبلاً، زادت مع التناقض بين أعضائها والذي فرض إرجاء الاجتماع الأول مع بري الأسبوع الفائت، وتنامت في الأيام الأخيرة مع لحظ ارتفاع في مستوى الحساسيات السياسية والشخصية بين اكثر من سفير.
لم يعد خافيا التنافس بين السفراء الخمسة على ريادة التحرك، بعدما بات واضحا وجود تباين في وجهات النظر يعكس الاختلاف في المقاربة على مستوى العواصم المعنية ووزارات الخارجية في تلك العواصم.
اللافت أن نفي أكثر من سفير وجود تباين داخلي لم يحجب وقائع تؤشّر إلى تنامي تلك الحساسية السياسية والشخصية، منها ما يعود إلى الطباع والتنافس على القيادة والريادة، ومنها ما يتّصل بالخلاف في مقاربة الشأن الرئاسي اللبناني. إذ صار معلوما أن الدوحة على طرح اسم المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري والتمسك به على الرغم من أن الاتفاق العام حصل على استبعاد الأسماء والاكتفاء بتحديد المواصفات والمعايير، يشكّل مادة خلاف مع واشنطن والرياض.
في أي حال، يُنتظر ما سيلي الاجتماع مع بري من خطوات تترجم ما ترمي إليه المجموعة الخماسية في شأن إنهاء الأزمة الرئاسية. لكن انكفاءها عن الاجتماع بباقي القيادات، كما كان مقررا سابقا، يشكّل إشارة سلبية لها قبل غيرها. إذ كيف يُفترض بها أن تنادي بالحوار بين المكوّنات اللبنانية، وهي نفسها، أو بعض أعضائها، غير قادرة أو رافضة لمحاورة قادة تلك المكوّنات؟
لا يؤسس هذا التنافس الديبلوماسي، بالتأكيد، لمناخ يسهم في دفع عمل المجموعة قدما، بل يزيد التعقيد تعقيدا، وينسحب حكما على علائق العواصم الخمس بعضها ببعض.
وكان الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني قد اجتمع في الأسبوع الأخير مع عدد من القيادات، من مثل رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية ومسؤولين في حزب الله. لكنه لم يخرج سوى بتأكيد المؤكد. إذ لا يزال الحزب مقيما على ترشيح لفرنجية، كما فرنجية نفسه، بما يناقض ما تسعى إليه المجموعة الخماسية من تحديد للمعايير والمواصفات، في مقدمها التوافق، على أن تلي ذلك مرحلة الخوض في الأسماء. أما الدوحة فتواصل التسويق لمرشّحها، هو ما لا يلقى استحسانا من كل من واشنطن والرياض، وباريس بدرجة أقل. والعواصم الثلاثة لا تزال تصرّ على تحديد المواصفات والمعايير من دون الخوض في أسماء المرشحين.
طبيعي، والحال هذه أن يؤثر مجمل هذا الواقع في وحدة الموقف لدى المجموعة الخماسية، ويحول حتى الآن دون تحديد موعد لاجتماعها، علما أن أكثر من عاصمة تقدمت لاستضافة الاجتماع المعلق، من بينها باريس والرياض والقاهرة، علما أن الدوحة سبق أن استضافت الاجتماع الأول.
وعلى هذا برز تعليق سياسي ليناني مخضرم ومحنّك، يختصر على الأرجح مآل ما تحور وتدور به المجموعة وسفرائها. إذ هو قال: الخماسية، في حقيقة الأمر وبكل بساطة، هي ثلاثية أميركية- سعودية- إيرانية، في إشارة إلى أن العقدة تكمن تحديدا عند تلك الثلاثية، وكذلك الحلّ.
أضف أن استمرار الميني حرب جنوبا يشكّل هو بذاته عاملا كابحا لأي تقدّم على المستويين السياسي والرئاسي. فحزب الله مصرُّ على على ربط أي حوار أو نقاش بوقف الحرب على غزة، فيما الحوار الأميركي – الإيراني في عُمان وفي غيرها يشهد صعودا وهبوطا حادين، خصوصا بعد استهداف كتائب حزب الله العراقي قاعدة البرج 22 الأميركية شمال شرق الأردن، ومن ثم إعلانها تعليق عملياتها ضد القوات الأميركية. وبدا هذا الإعلان بمثابة استباق للرد الأميركي الذي أكد الرئيس جو بايدن حتميته لكنه لم يحصل بعد، غير أنه في الواقع استدراك من إيران لفعل من صنع أحد أذرعها، لكنه على ما ظهر ذهب أبعد مما كان مرسوما له أن يكون.
ولا شكّ أن هذا القرار الاستدراكي الإيراني يفسّر إلى حد بعيد القيود التي وضعها حزب الله لنفسه في معركته راهنا مع إسرائيل، ويؤسّس ربما لاستدارة بطيئة لبنانيا يؤمل أن تدفع في اتجاه ولادة الحل السياسي – الرئاسي المأمول.