جاء في “نداء الوطن”:
تسود حالة من الترقّب في دول المنطقة والعالم، بانتظار التداعيات المحتملة للضربات الأميركية الأخيرة على سوريا والعراق، فيما يعيش لبنان حركة موفدين جديدة مطلع الأسبوع المقبل، حيث يحمل كل موفد في جعبته ملفات تشغل الساحة من رئاسية وحدودية وغيرها، وتبقى الرسالة الأساس، ضرورة تطبيق القرار 1701 وإبعاد حزب الله عن الحدود، بهدف رفع التهديدات الإسرائيلية عن لبنان، تزامناً مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن إسرائيل غير مستعدة لوقف عملياتها ضد حزب الله، ولو أُقرّت الهدنة في غزة، طالما حزبُ الله لم يتراجع الى شمال الليطاني.
في الغضون، يزور الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، إسرائيل، حاملاً رسالة من البيت الأبيض تفيد بعدم توسيع رقعة الحرب الى لبنان، على أن يطالب بإعطاء الحلول الدبلوماسية وقتاً إضافياً، كما أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيقوم بجولة في المنطقة، في مسعى جديد لوقف التصعيد والذهاب باتجاه صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس وهدنة طويلة الأمد.
في حركة الموفدين أيضاً، يصل وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه الى بيروت مختتماً جولة يقوم بها في المنطقة تشمل مصر والاردن واسرائيل ورام الله، وسيدعو خلالها أيضاً الى وقف العمليات التي يقوم بها حزب الله، لأنها تعرّض لبنان للخطر، وسيطالب بالتطبيق الفوري لمندرجات القرار 1701.
الى ذلك، لا يزال الجنوب اللبناني مشتعلاً، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي قذائف المدفعية الثقيلة على أطراف بلدات الناقورة ويارين والجبين والضهيرة وعيتا الشعب وشيحين ووادي حامول في القطاع الغربي وعلى أطراف بلدة عيتا الشعب في القطاع الأوسط. وتوجهت فرق الإسعاف في الصليب الأحمر إلى بلدة الضهيرة في القطاع الغربي، بعد قصفها بالقذائف الفوسفورية. وشن الطيران الحربي غارة استهدفت المنطقة الواقعة ما بين شيحين وام التوت. وكان سلاح الجو الاسرائيلي، نفذ غارة حربية بالصواريخ على اطراف بلدة مروحين.
وأعلنت القوات الإسرائيلية ان “مقاتلات سلاح الجو أغارت على أهداف تابعة لحزب الله في الأراضي اللبنانية”، مؤكداً قصف مقر قيادة عسكري لحزب الله في منطقة يارون.
وفي تصريح لافت، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قصف قواته أكثر من 3400 هدف تابع لحزب الله منذ هجمات السابع من تشرين الأول حتى اليوم.
في المقابل، أعلن حزب الله انه استهدف قاعدة خربة ماعر بالأسلحة المناسبة، كما وإستهدف تجمّعاً لجنود إسرائيليّين في تلّة الكوبرا بالأسلحة الصاروخية، وموقع السماقة في مزارع شبعا، وتموضعاً لجنود اسرائيليّين في مستوطنة يرؤون، ومستعمرة ايفن مناحم، ثكنة برانيت وموقع الرمتا بالأسلحة الصاروخية، محققاً اصابات مباشرة.
إقتصادياً، وبعد ترقّب طويل، أصدر مصرف لبنان تعميمين الاول يحمل الرقم 166 تضمّن اجراءات استثنائية لتسديد الودائع المكونة بعد تاريخ 31/10/2019 بالعملات الاجنبية. اما التعميم الثاني فحمل الرقم 167 وشرح اصول تحويل الموجودات والمطلوبات المحررة بالعملات الاجنبية الى الليرة اللبنانية.
ورداً على مقتل 3 جنود أميركيين بعملية عسكرية لكتائب “حزب الله العراقية” على الحدود العراقية – السورية – الأردنية، قصفت الولايات المتحدة عدداً من الأهداف في العراق وسوريا لفصائل موالية لإيران موقعةً أكثر من 30 قتيلاً وأكثر من 25 جريحاً.
وعلّق الرئيس الأميركي جو بايدن على الضربات بالقول: “بتوجيه منّي ضربت القوّات الأميركيّة أهدافاً داخل منشآت في العراق وسوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني وميليشيات تابعة له لمهاجمة قواتنا”، مشيراً الى أن تلك الضربات ستتواصل.
أضاف بايدن محذّراً: “ليعلم كل من يسعى إلى إلحاق الأذى بنا أنّنا سنردّ، والولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر في العالم”.
فيما اكتفت طهران ودمشق وبغداد ببيانات مندّدة واعتبار أن هذا العمل يمسّ بسيادة كلّ من العراق وسوريا، مركزةً على أنّ هذه الهجمات تعمل على تصعيد التّوتّر، وتهدّد أمن واستقرار المنطقة ككل، من دون الحديث عن أي ردّ محتمل من قبل أي منها.
وأشار العراق الى انه أبدى رغبةً واضحةً في تنظيم عمل التحالف الدولي، من خلال جولة من المحادثات، إلّا أنّ تلك الهجمات ستقوّض فرص نجاح المفاوضات الجارية، وأعلن أنه سيستدعي القائم بأعمال السفارة الأميركية لديه لتسليمه مذكرة احتجاج بشأن الضربات الأخيرة.
وبعد الحديث عن مشاركة أردنية بالضربات، سارع مصدر عسكري مسؤول الى نفي هذه الشائعات، مؤكداً أن سلاح الجو الملكيّ الأردنيّ لم يُشارك في الغارات الجوية التي نفذتها القوات الأميركية داخل الأراضي العراقية.
ودعا ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة إلى اجتماع “طارئ” لمجلس الأمن الدوليّ بشأن الضربات الأميركيّة، وسرعان ما أعلن المجلس عن إجتماع سيعقده عصر الإثنين، وفق مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس.
من جهته، طالب منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل جميع الأطراف بتجنب المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط بعد الضربات الأميركية.
في الاثناء، عادت المقاومة الإسلامية في العراق لتعلن عن استهداف قاعدة الحرير الجوية التي تستضيف قوات أميركية في شمال العراق، بعد ساعات على الضربات الأميركية.
كما أسقطت القوات الأميركية ثماني طائرات بدون طيار قبالة اليمن ودمّرت أربع مسيّرات أخرى على الأرض كانت مجهّزة للإطلاق من قبل الحوثيين المدعومين من إيران، وفق ما أعلن الجيش الأميركي.