كتبت لورا يمين في “المركزية”:
اذا ما قارنا حجم العمليات العسكرية التي نفذها الأميركيون ضد اهداف في العراق وسوريا ليل الجمعة، بتلك التي يقومون بها في اليمن، يتبين لنا ان ثمة اصرارا اكبر على مواجهة الحوثيين لانهم يلحقون اذى بالعالم ومصالحه الاقتصادية، اكبر من الاذى الذي تتسبب به الفصائل الموالية لإيران في العراق وسوريا. ففي الساعات الماضية، أعلنت سلطات أميركا وبريطانيا، في بيان مشترك، عن تنفيذ “غارات على 36 هدفًا تابعًا للحوثيين (حركة أنصار الله) في 13 موقعا في اليمن”.
وذكر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أنّ “الضربات الأميركية البريطانية تهدف إلى زيادة تعطيل وتقليص قدرات الحوثيين”. من جانبه، أشار وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، إلى “اننا نجحنا في استهداف منصات الإطلاق ومواقع التخزين المشاركة في هجمات الحوثيين”، موضحًا أنّ “القوات الجوية الملكية شاركت في موجة ثالثة من الضربات ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن”. بدورها، أشارت القيادة المركزية الأميركية، إلى أنّ “الضربات ركزت على أهداف في اليمن تُستخدم من قبل الحوثيين لمهاجمة السفن التجارية”، وفق ما ذكرت. ولفتت إلى أنّ “الأهداف شملت العديد من مرافق التخزين تحت الأرض، كما شملت القيادة والسيطرة وأنظمة صواريخ وعمليات المسيرات ورادارات ومروحيات”.
وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فان الغارات في العراق و سوريا، بدت من باب رفع العتب، لان لا يمكن للرئيس الاميركي جو بايدن الا يرد على مقتل ٣ من جنوده في التنف في ضربات لكتائب حزب الله العراقي. اما “الثقل الاساسي” فتضعه واشنطن في البحر الأحمر، حيث شكلت تحالفا “حارس الازدهار” لحماية الملاحة البحرية، وجندت السفن والاساطيل لمواجهة الحوثي، ووجهت ولا تزال صواريخ الى الاراضي اليمنية لردعهم وتدمير قدراتهم. صحيح ان الرد على ضربة التنف اولي، وفق الأميركيين، لكن بات واضحا ان تركيزهم هو في باب المندب، وانهم لا يريدون ابدا الانخراط في عمليات عسكرية جدية في ميادين الشرق الأوسط حيث سيكتفون بالرد على من يتعرض لهم.. اما عندما تصل الامور الى مسألة الاقتصاد والتجارة والمال، فالقصة هنا مختلفة، وتتطلب استنفارا قويا من قبل الاميركيين كما يفعلون في البحر الأحمر، تختم المصادر.