جاء في “الأنباء الإلكترونية”:
حركة ديبلوماسية مكوكية تشهدها المنطقة، عنوانها الأكبر “التسوية” في المنطقة كنهاية لحرب غزّة، وبعد زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إلى الإقليم، يزور وزيرا خارجية فرنسا والولايات المتحدة ستيفان سجورنيه وأنتوني بلينكن دولاً من أجل توافق الأطراف الفاعلة على حل للحرب بين إسرائيل وحركة “حماس”.
لا تبدو الحرب قريبة إلى النهاية، لأن مسؤولي الحكومة والجيش الإسرائيلي لا يزالون في طور التصعيد والتوعّد بإنهاء حركة “حماس” واغتيال قيادات الصف الأول، وبشن عمليات في مناطق أخرى في القطاع بعد خان يونس، كرفح، في حين تواصل الحركة مقاومتها، وفي إشارة إلى أن انهاءها مستحيل، عاودت “حماس” نشر شرطتها في المناطق التي انسحبت منها إسرائيل.
اما بالنسبة للبنان، فإن الجهود الديبلوماسية تتحمور حول التهدئة في الجنوب وعدم تصعيد الاشتباك الحاصل للوصول إلى مستوى حرب شاملة وواسعة، وحتى اللحظة، يبدو أن المحادثات ناجحة نسبياً، وتتكامل مع رغبة الطرفين، إسرائيل و”حزب الله” بعدم التصعيد نسبةً للخسائر الكبيرة التي سيُمنى بها الطرفان في حال توسّع رقعة الحرب.
في هذا السياق، يرى الباحث السياسي أمين بشير أن “حزب الله” يُحاول “كسب الوقت بانتظار انتهاء حرب غزّة، ووتيرة المناوشات تُحافظ على مستوى معيناً تحت سقف قواعد الاشتباك، ولذلك لعدم التورّط بحرب من جهة، وتفادي الإحراج أمام جمهوره وأمام إيران”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، يُشير بشير إلى أن “لا تسوية حول الجنوب اللبناني قبل انتهاء حرب غزّة، والموفدون الديبلوماسيون يصطدمون برفض “حزب الله” التفاوض والبت بالموضوع الحدودي قبل انتهاء حرب غزّة، لأن أي مفاوضات اليوم قبل انتهاء الحرب ستُحرج “حزب الله” أمام جمهوره، لأنّه يُفترض أنه جبهة “مساندة” لغزة، فكيف يُفاوض ويُنهي الحرب في الجنوب وهي مستمرّة في القطاع؟”.
في هذه الأثناء، حضر التوتر على الجبهة الجنوبية كبند أساسي على جدول أعمال زيارة وزير خارجية فرنسا في بيروت، حيث أشارت المعلومات الى أنه كان واضحاً بتحذيره المسؤولين اللبنانيين من مغبة استمرار التصعيد في الجنوب وضرورة وضع حد للمسار القائم. لكن الزيارة لم تحمل معها مبادرة محددة لا على المستوى الأمني ولا السياسي، إنما اكتفى الضيف الفرنسي بتوجيه الدعوة لضبط الحدود ولضرورة انتخاب رئيس وعدم انتظار تطورات المنطقة.
على صعيد آخر، لا يزال الهم المطلبي هو سمة هذا الأسبوع، بعد التصعيد الذي بدأه العسكريون المتقاعدون وتلويحهم بتحرك يواكب الجلسة الحكومية الخميس المقبل والتي من المتوقع أن تحمل حلا ما للموظفين، لا سيما بعد الإضراب الذي أعلنته رابطة موظفي الإدارة العامة.
إذاً، فإن لبنان والمنطقة على صفيح ساخن ومتحرّك، والسباق بين الحرب والديبلوماسية لم ينتهِ، وقد يكون المشوار طويل أمام ذلك، إلّا أن مجرّد بذل المساعي الدولية للتهدئة يبعث بعض الإطمئنان الذي قد يُبنى عليه من أجل تحييد الإقليم عن نار الحرب والقذائف وحمامات الدم.