كتب يوسف فارس في “المركزية”:
فيما التصعيد العسكري يتصاعد على جبهة الجنوب رافعا منسوب المخاوف من تحوله حربا مفتوحة تهدد بها اسرائيل لبنان، فإن الاوساط السياسية والرسمية لا تتلمس اي جديد حول مصير الاستحقاق الرئاسي الذي بات ينتظر ما سيؤدي اليه الحراك الجديد للمجموعة الخماسية سواء على مستوى سفرائها في لبنان او على مستوى ممثليها الذين سيجتمعون قريبا لمناقشة تقرير نتائج لقاءات السفراء مع المعنيين بهذا الاستحقاق.
ومع استبعاد حصول اي تقدم ملموس قريبا في شأن الاستحقاقات اللبنانية قبل توقف الحرب الاسرائيلية على غزة فإن هناك اقتناعا لدى المعنيين بأن المجموعة الخماسية لا يزال امامها بعض العقبات التي عليها تذليلها للنجاح في مهمتها وهي عقبات داخلية بين اطرافها وخارجية تتصل بمدى قدرتها على اقناع الافرقاء اللبنانيين بالاتفاق على رئيس للجمهورية او على الاقل على صيغة لاتمام هذه العملية الدستورية بالتوافق او بالتنافس الديموقراطي.
عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب رازي الحاج يسأل عبر” المركزية” عما تستطيعه الخماسية بعدما اصطدم تحرك سفرائها في لبنان بربط حزب الله الملف الرئاسي واي بحث اخر بوقف الحرب على غزة. ما اكد للعالم اجمع استمرار محور الممانعة بخطف الرئاسة وقرار الحرب والسلم من الدولة اللبنانية.
ويستغرب الحاج ردا على سؤال دعم الخماسية لدعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري للحوار قبل الذهاب الى انتخاب رئيس الجمهورية سائلا: أليس هناك دستور ملزمون نحن بتطبيقه والعمل بموجبه ويقضي بتحول المجلس النيابي الى هيئة ناخبة موجبة الانعقاد بجلسات مفتوحة حتى انتخاب الرئيس العتيد؟ اما اللعب على الكلام واخفاء الحقيقة فتلك امور لا تنطلي على احد. حزب الله قالها بصراحة اثر ترشيح الثنائي الشيعي لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية انه لحماية ظهر المقاومة. السؤال اي مقاومة بعد ولم يتبق شيء من الدولة. لا مال ولا مؤسسات. لا دستور ولا قانون. لا سلطة ولا قضاء. انهار كل شيء فهل نمدد للانهيار، ام نواجهه بالاتيان برئيس سيادي اصلاحي يشكل بمعاونة رئيس مكلف حكومة قادرة توقف الهدر المستشري والفساد المتواصل وتحاسب المرتكبين؟ دون تحقيق ذلك سنبقى في النهج القائم وعلى المنظومة الحاكمة.
ويختم مؤكدا ان استمرارالواقع القائم خصوصا على الجبهة الجنوبية من شأنه ان يجرنا الى غزة لبنانية على ما ينقل الينا الموفدون الغربيون الناشطون بين لبنان واسرائيل والجادون في تجنيبنا هذه الكأس لعلمهم بحقيقة المأساة التي يعيشها اللبنانيون وابناء الجنوب تحديدا الذين تدمر منازلهم وسط عجز الدولة عن مساعدتهم في تقديم مراكز الايواء لهم وامتناع الدول الشقيقة والصديقة عن اعادة اعمار ما يتهدم.