جاء في “نداء الوطن”:
يسعى الجيش الإسرائيلي إلى تدمير القطاعات الحيوية في القرى الحدودية، وتحديداً البنية التحتية، في إطار سعيه إلى قطع الإمدادات عن الأهالي وتهجيرهم، تمهيداً لتحويل المنطقة الحدودية إلى منطقة عسكرية فارغة من السكان. وفي هذا السياق، يندرج تدمير محطة المياه في الوزّاني التي تغذّي حوالى 70 بلدة وقرية في القطاعين الشرقي والغربي حتى قرى بنت جبيل.
بقصف المحطة وتعطيلها، انقطعت المياه نهائياً عن تلك القرى التي تتغذّى من المحطة التي تتّسع لنحو 11 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، وجرى افتتاحها عام 2022 برعاية رئيس مجلس النواب نبيه برّي. لطالما شكّل نهر الوزّاني موضع اهتمام إسرائيل التي تسعى للسيطرة على مياهه، إذ لا ينسى مختار الوزّاني أحمد المحمد التهديد الذي أطلقه وزير الخارجية الأسبق لحكومة شيمون بيريز من أنّ افتتاح المحطة والاستفادة من مياه الوزّاني سيشعلان حرباً إقليمية.
ووفق المحمد، فإنّ «المحطّة تعدّ شرياناً حيوياً للمنطقة، وهي المشروع الإنمائي والمائي الأوّل الذي ينفّذ على نهر الوزّاني منذ دولة لبنان الكبير. حالياً، لا مياه في الوزّاني التي تتغذّى فقط من المحطة، إذ لا توجد آبار إرتوازية فيها، ومعها سيبقى نحو 600 نسمة من سكان البلدة من دون مياه حتى إشعار آخر. ليست المرّة الأولى التي تتعرّض فيها الوزّاني للقصف والاستهداف، ففي بداية الحرب سقطت فيها ضحيتان، وقبل أيام تعرّض رئيس البلدية الأسبق حسين الأحمد لاستهداف مباشر في أثناء رعي ماشيته في حقول الوزّاني، وأصيب في قدمه. كل تلك الاستهدافات، لم تدفع بسكان الوزّاني للنزوح، بل قرّروا الصمود والبقاء قرب ماشيتهم وزراعتهم، حسبما يقول الأحمد الذي أشار إلى أنّ «سكان الوزّاني يعتمدون على قطاعي الزراعة والماشية في حياتهم، وأنهم لن يغادروا أرضهم، ويتركوا رزقهم».
خسائر بالجملة تكبّدها رعاة المواشي والمزارعون بسبب الحرب، تعطّلت الزراعة كلياً بسبب التمشيط المستمرّ من المواقع الإسرائيلية في اتجاه البلدة، ومُنيَ الرعاة بخسائر كبيرة نتيجة فقدان المراعي، واضطرارهم إلى الاعتماد على العلف الذي يصل سعر الطن الواحد منه إلى 500 دولار أميركي، فضلاً عن موت عدد من المواشي بسبب القصف، ورغم كل ذلك، لا تزال الحياة في الوزّاني شبه طبيعية. وأضاف المحمد أنّ «الدولة بكل أجهزتها لم تسأل يوماً عن أبناء الوزّاني، لا قبل الحرب ولا خلالها»، داعياً «مصلحة المياه والمعنيين الى الإسراع في معالجة المضخّات، كي لا نفقد شريان الصمود، وقطع الطريق على العدو الذي يحاول تهجيرنا».