كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
يبدو ان الاتصالات الدبلوماسية لايجاد تسوية للاوضاع على الحدود اللبنانية – الجنوبية، توصلت الى صيغة ما، ترضي اسرائيل وحزب الله. لكن الخطير، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، هو ان الحل المطروح لا يحلّ المشكلة السيادية من “جذورها” بل يحتال عليها، ويضع عليها “مساحيق” لإخفائها.
موقع اكسيوس كشف جانبا من التسوية الجاري طبخها. فقد قال انّ الولايات المتحدة تأمل مع أربعة من حلفائها الأوروبيين، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إعلان سلسلة الالتزامات التي تعهدت بها إسرائيل “وحزب الله” لنزع فتيل التوترات وإعادة الهدوء إلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين، ومصدر مطلع على هذه القضية. ويستند هذا التطور، وفق “آكسيوس” إلى نموذج تفاهمات “عناقيد الغضب” عام 1996 بين إسرائيل و”حزب الله” التي أعلنتها الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى لإنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان في ذلك الوقت. وقالت المصادر إنّ التفاهمات الجديدة لن يوقّعها رسمياً الأطراف، لكن ستصدر الولايات المتحدة وأربعة حلفاء أوروبيين- المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا- بياناً يوضح بالتفصيل الالتزامات التي وافق كل جانب على تقديمها. وأضافت المصادر إنّ الدول الغربية الخمس ستعلن أيضاً مزايا اقتصادية لتعزيز الاقتصاد اللبناني لـ”تحلية” الصفقة لـ”حزب الله”. ومن المتوقع أن تركّز التفاهمات على التنفيذ الجزئي لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية عام 2006. وستشمل التزاماً من كلا الطرفين بوقف المناوشات على الحدود التي وقعت منذ هجوم “حماس” على إسرائيل في 7 تشرين الأول الماضي.
الصيغة اذا، وفق المصادر، تتبنى قاعدة “لا غالب ولا مغلوب”، بحيث تؤمّن للطرفين، ما يريدانه. الحزب لا يتراجع الى شمالي الليطاني ولا ينسحب من الجنوب.. وتل ابيب تُعيد المستوطنين الى الشمال، في وقت يتفق الجانبان “العدُوّان” على عدم الاعتداء الواحد على الآخر، ويضمن المجتمع الدولي هذا الاتفاق ويرعاه.
اذا صحّت هذه المعطيات، يمكن الحديث عن “صفقة” جديدة، بين اسرائيل وحزب الله. وقد عمل عليها في شكل خاص الاميركيون اي “الشيطان الاكبر”، في نظر الضاحية. صحيح ان الاخيرة لا تنفك تؤكد ان لا مفاوضات طالما آلة الحرب “شغالة” في غزة، لكنها في الواقع تبادلت الرسائل مع الاميركيين عبر قنواتها، وتمكنت او تكاد، من ايجاد صيغة تناسبها تماما. وهنا، تتابع المصادر، يكون المجتمع الدولي ارتضى ابقاء حزب الله على سلاحه وعلى تواجده في الجنوب، شرط الا يعتدي على اسرائيل، واتفق مرة جديدة، مع الحزب، على هذه النقطة التي يرفضها “السياديون”. وقد قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع امس ان “حزب الله لن ينسحب من الجنوب اللبناني وهو يخدع الأميركيين . كما أكد أنه لا يمكن استبدال تطبيق القرار الدولي 1701 برئاسة لبنان ، فرئيس الجمهوريّة يجب أن يمثّل البلد بأكمله وليس حزب الله ، ومن يفكر في اقتراحٍ مماثل فهو يحلم (…)
بما ان “لا دخان بلا نار”، لا بد من الاضاءة باكرا، على مخاطر “تسوية” كهذه، تترك الجمر تحت الرماد ولا تعالج اصل المشكلة ولبّها، على أمل الا تصدق ، تختم المصادر.