كتبت إكرام صعب في “سكاي نيوز عربية”:
يترقب اللبنانيون بحذر انعكاسات مساعي إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة على المعارك الدائرة على الجبهة الجنوبية بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”، التي لا تزال حتى هذه اللحظة تشهد تصعيداً متزايداً وخطيراً.
ووسط الجهود المكثفة لإحلال الهدوء على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية بالتوازي مع محادثات وقف إطلاق النار في غزة اشتعلت جبهة الجنوب اللبنانية، يوم الخميس، وشهدت المنطقة سخونة عالية بين الطرفين.
وتشير توقعات المراقبين في لبنان، وفق مصادر خاصة لموقع سكاي نيوز عربية، إلى أن “الاتفاق المزمع تنفيذه، والذي يتضمن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما جرى في اتفاق كانون الماضي، قد يؤدي إلى هدوء في تبادل إطلاق النار على الجبهة الحدودية”.
وانطلاقا من ذلك، يأمل اللبنانيون أن يحقق هذا الهدوء فرصة لحل الأزمات الداخلية الملحة، ولا سيما منها انتخاب رئيس للبلاد.
وعلى وقع التهديدات الإسرائيلية المتكررة، وفي ما يتعلق بالتوتر مع “حزب الله”، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء، إنه يلزم إيجاد حل على الحدود الشمالية لإسرائيل، التي أجبر فيها تبادل لإطلاق النار مع حزب الله عشرات الآلاف من الإسرائيليين على الفرار من منازلهم.
وأضاف أن إسرائيل لا يمكنها التسامح مع وجود نحو 100 ألف نازح فيها، وأن أعداءها يعرفون أنه يتعين إيجاد حل سواء أكان دبلوماسياً أم عسكرياً.
هل ينعكس وقف اطلاق النار في غزة على جبهة جنوب لبنان؟
يقول الكاتب والمحلل السياسي اللبناني علي الأمين، لموقع سكاي نيوز عربية، إن “ربط حزب الله وقف اطلاق النار على الحدود بوقفه في غزة، هو ربط يزيد من مأزقه في ظل حال استنزاف لقدراته وللبنان وجنوبه بشكل خاص. خاصة أن جملة اقتراحات تسوية قدمت من عواصم غربية عدة، على رأسها واشنطن، لحزب الله وإسرائيل”.
ويضيف الأمين “يستعجل حزب الله حصول هدنة في غزة، من أجل انهاء الاشتباك الجاري مع إسرائيل”.
ويكشف الأمين عن معالم تسوية، فيقول “بالتأكيد أي إعلان للهدنة في غزة سيكون بداية إعلان اتفاق بات إطاره منجزًا بحسب المعلومات، وهو يرتكز على إيجاد منطقة آمنة أو عازلة في جنوب لبنان تمتد لثمانية كيلومترات على الأقل”.
ويتابع” ينتشر الجيش في هذه المنطقة بمساندة اليونيفل، لا وجود فيها لمراكز عسكرية أو قواعد لحزب الله”.
ويختم “هذه التسوية، وما تتضمنه من بنود أخرى، يجب أن تضمن استقراراً مديداً على الحدود لدى الطرفين وتضمن عودة النازحين الإسرائيليين واللبنانيين”.
ويرى المحلل السياسي منير الربيع، في حديثه لموقع سكاي نيوز عربية، أنه و”على ضفة المفاوضات التفصيلية للواقع الأمني والعسكري في الجنوب اللبناني، فإن ما كان يحكى إسرائيلياً عن انسحاب مقاتلي حزب الله من جنوب نهر الليطاني، لم يعد قائماً”.
يضيف الربيع “لا بل هو غير واقعي بالنسبة إلى الدول المعنية، لأن عناصر وكوادر حزب الله هم من أبناء القرى والبلدات، ولا يمكن إخراجهم منها، طالما أن الاتفاق ينص على إعادة السكان والأهالي إلى منازلهم وبلداتهم”.
ويتابع “هنا يتحدث الإسرائيليون عن مسألة انسحاب ’فرقة الرضوان‘ التي لن يكون من الممكن التفريق بينهم وبين عناصر الحزب. وبالتالي، فإن الأهم سيكون متعلقاً بسحب الأسلحة الثقيلة وإخفائها وإبعادها عن الحدود لأكثر من 10 كيلومترات. فيما يتولى الجيش اللبناني مسؤولية الأمن في كل المنطقة الجنوبية، بالتنسيق مع قوات اليونيفيل”.
ويضيف “في حال رصدت قوات اليونيفيل أي اختراق أو نشاط عسكري أو تسليحي، تبلغ الجيش بالأمر ليتولى الموضوع كيلا يحصل صدام بين قوات الطوارئ والأهالي. وتكون اللجنة الدولية المعنية بمراقبة الوضع هي المشرفة على ذلك”.
وفيما يتعلق بالمفاوضات العسكرية والأمنية، يوضح الربيع فيقول إن الإسرائيليين تحدثوا عن “وقف العمليات العسكرية، وليس وقف العمليات الأمنية. وهم أرادوا بذلك ترك هامش لأنفسهم للقيام بأي عملية اغتيال لأي قيادي أو كادر في حزب الله أو حماس. لكن الرد اللبناني كان حاسماً بالرفض، وبالجواب أن أي عملية من هذا النوع ستستدعي رداً عنيفاً وقوياً، ولو أدى هذا الردّ إلى حصول حرب أو تصعيد كبير”.