كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
مرّ أكثر من شهرين على زيارة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلّامة الشيخ علي الخطيب بكركي وتوافقه مع البطريرك الماروني الكادرينال مار بشارة بطرس الراعي على ضرورة الإسراع في عقد قمة روحية لمناقشة الأوضاع السائدة في لبنان والمنطقة في ظل الظروف العصيبة. واقترح الخطيب حينها عقدها في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، وقام للغاية بزيارات للمرجعيات الروحية، حيث التقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى.
ومع التأخير في الإعلان عن موعد انعقادها، بدأت تُطرح تساؤلات عدة، عما إذا كان سببه المكان او الزمان او مسائل اخرى، في ظل دعوة مباشرة وحثيثة من أبي المنى لعقد القمة في دار الطائفة، وعبّر منذ توليه منصبه عن استعداده لاستضافة قمة مسيحية – اسلامية في ظل ما تشهده البلاد، ولاقت دعوته حينها تجاوباً ورداً وتفويضاً شاملاً في هذا الموضوع ومباركة من الراعي، أم أن التأخير مردّه إلى عدم التقاطع على بعض النقاط بين دار الفتوى والمجلس الشيعي الاعلى في البيان، ام الاوضاع في غزة والمنطقة بشكل عام، خاصة وان اي بيان سيصدر عن القمة سيتطرق الى هذه المواضيع، وهل هذه الامور تشكل مسألة خلافية على نقاط معينة؟
مصادر معنية بالتحضيرات للقمة تؤكد لـ”المركزية” أن لا أحد يمكنه الإجابة على هذه الأسئلة، حتى من لديه الجواب لن يعترف بأن الامر صحيح. وبالتالي، تفرملت القمة في الوقت الحاضر، مشيرة إلى أن الأمر أبعد من زمان ومكان، وقد يكون مرتبطاً بالوضع في المنطقة والتسويات المرتقبة بشكل عام في لبنان والخلافات الموجودة فيه بشكل خاص، أدّت إلى عدم تشكيل أرضية مهيئة لعقد قمة روحية في الآونة الاخيرة. رغم ان الرؤساء الروحيين، يتوافقون، خلال تواصلهم واجتماعاتهم، حول العديد من الاراء، والخلافات السياسية لا تنطبق نفسها على المسائل الروحية.
لكن لا شك، بحسب المصادر، في ان قوى معينة تحاول الاستفادة من القمة لإصدار البيان بشكل محدد. يبدو ان النقاط الواجب ان تنبثق عن البيان غير جاهزة او بالاحرى المطلوب من هذه القوى عدم إصدار موقف ما في هذه الفترة.
وتلفت المصادر إلى ان هذا لا يمنع انعقاد القمة لاحقاً، مؤكدة ان الشيخ الخطيب قام بمسعى لإجراء قمة لكنه وضعها ضمن شروط معينة. ولذلك يبدو ان التقاطع على بعض النقاط بين الطوائف الاسلامية الواحدة غير متوفر حالياً، وكأن الصيغة المناسبة للبيان لم تكتمل بعد، ليتم طرحها مع الطوائف المسيحية. وبالتالي، في ظل الوضع الراهن يبدو ان لا توجّه لعقد قمة روحية قريبة رغم إصرار كافة الرؤساء الروحيين على خطورة المرحلة وكل من موقعه ينادي، في انتظار الفرج.