كتبت لورا يمين في “المركزية”:
أكدت هيئة الحشد الشعبي في العراق مقتل أحد قيادييها أبو باقر الساعدي بقصف من مسيرة استهدف سيارته في بغداد ليل الاربعاء، في عملية تبنّتها واشنطن. فقد أعلنت القيادة الوسطى الأميركية قتل من وصفته بقائد كبير في كتائب حزب الله العراقي عبر غارة على بغداد، وأضافت في بيان أن الغارة أدت إلى مقتل مسؤول عن التخطيط المباشر والمشاركة في الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة، مشيرة إلى أن العملية رد على الهجمات التي تستهدف الجنود الأميركيين. وأكدت القيادة الوسطى الأميركية أن الولايات المتحدة “ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الشعب الأميركي، ولن تتردد في محاسبة كل من يهددون سلامة القوات الأميركية في الشرق الأوسط”.
غداة هذه الضربة، اتّهمت بغداد الخميس التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش” الذي تقوده واشنطن، بأنه تحول إلى “عامل عدم استقرار للعراق”. وقال يحيى رسول المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في بيان إن “هذا المسار يدفع الحكومة العراقية أكثر من أي قت مضى، إلى إنهاء مهمة هذا التحالف الذي تحول إلى عامل عدم استقرار للعراق ويهدد بجرّ العراق إلى دائرة الصراع” الإقليمي.
من جانبها، وصفت قيادة العمليات المشتركة العراقية الضربة بأنها “عدوان جديد من قبل الولايات المتحدة”، مضيفة أن هذه الخطوة تهدف إلى “تقويض جميع التفاهمات” بين العراق والولايات المتحدة، وذلك في بيان نشره المتحدث باسمها، تحسين الخفاجي على “اكس”. وقال الخفاجي “بعد أن تأكد وبشكل قاطع قيام الولايات المتحدة باستهداف عجلة تابعة للحشد الشعبي من خلال طائرة مسيرة أمريكية أدى الى استشهاد قادتها، إن هذا العدوان الجديد يعتبر تقويضا لكل التفاهمات التي كانت موجودة في الاجتماعات أما الان نحن نحمل الجانب الامريكي وقوات التحالف تداعيات هذه الاعمال الخطيرة التي تهدد أمن وسلامة البلاد ونسف واضح لكل المحادثات التي تحدث بين الجانبين وهذا الاستهداف هو عدوان واضح وخرق للسيادة العراقية وجر المنطقة إلى تداعيات خطيرة”.
ايضا، يعقد البرلمان العراقي السبت جلسة لمنافشة التطور العسكري هذا حيث إدراج “إخراج القوات الأميركية” على جدول أعماله.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية عربية لـ”المركزية”، تمر العلاقة بين بغداد والقوات الاميركية منذ 7 تشرين، بفترة توتر. فمع الاستهداف المتكرر للجيش الاميركي في المنطقة، مِن قبل فصائل موالية لايران في العراق، بادرت واشنطن الى ضرب هذه الفصائل اكثر من مرة. الا انها للمرة الاولى أغارت عليها في قلب العاصمة بغداد ومن طائرة مسيّرة.. وهنا، تتابع المصادر، قد تكون هذه الضربة “قاضية” في قضية الوجود الاميركي في العراق وتحديدا في نقطة “الغطاء الشرعي العراقي” لهذا الوجود… فهل يُسحب من قِبل البرلمان؟ واذا سُحب، هل ستخرج واشنطن فعلا من العراق؟ أسئلة برسم الايام المقبلة، تختم المصادر.