كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
حتى المدارس لم تسلم من الإعتداءات الإسرائيلية، التي تتوسع يوماً بعد يوم، وتطال المدنيين أيضاً، في تحوّلٍ بارز في سياق الحرب الدائرة في جنوب لبنان منذ ما يقارب الخمسة أشهر.
قد تكون المجزرة التي إرتكبها العدو في بلدة حولا الجنوبية، وأودت بحياة إثنين من أبناء البلدة وجرح ستة أشخاص جلّهم من الأطفال، منعطفاً جديداً في مسار المعركة التي بدأت تتوسع نحو منطقة النبطية، وتستهدف منازل وبنى تحتية ومدارس. يمكن القول إنّ مدرسة حاروف نجت من مجزرة حتمية، لو أنّ الغارة التي استهدفت المبنى المحاذي لها وقعت خلال النهار، غير أنّ العناية حالت دون ذلك.
حالياً المدرسة الوحيدة في حاروف خارج الخدمة، فالأضرار التي لحقت بها جرّاء الغارة طالت صفوفها التعليمية والتي قدّرتها إدارة المدرسة بأكثر من 15 ألف دولار.
يكاد يسيطر الحذر الكبير على حي سكران في بلدة حاروف، الذي شهد أعنف غارتين فجر السبت الفائت، والتي أحدثت أضراراً في البيوت البلاستيكية والمدرسة الرسمية والمنازل المحيطة. يعدّ الحي منطقة سكنية مكتظة، وهو يقع على تقاطع حيوي مع بلدتي الدوير وعبّا، وجاءت الغارة الصهيونية، لتقلب كل معادلات المعركة، وتُدخل النبطية في قلبها، مع ما يستتبعه ذلك من إنعكاس كبير على الحياة التربوية والاقتصادية والتجارية للمنطقة، المهتزة أصلاً بفعل الهزات الاقتصادية في البلد.
لعلّ الضرر الأكبر لحق بالمدرسة الرسمية في حاروف التي تضمّ نحو 250 طالباً وطالبة، صاروا حالياً بلا مدرسة في انتظار رفع الأضرار وإعادة تأهيلها، حيث تعوّل إدارة المدرسة بحسب مصادرها على أن «يتم سريعاً كي لا يخسر الطلاب مزيداً من العلم، فيما يعانون من نقص تعليمي كبير، نتيجة إضرابات المعلمين العام الماضي».
ليست المرة الأولى التي يقصف الإسرائيلي أهدافاً محاذية للمدارس، غير أنها الأقرب من حيث المسافة، تسببت في تطاير الزجاج وتناثره على طاولات الطلاب، وتضرر شبكة الانترنت الخاصة بالمدرسة وسنترال الاتصال، إضافة إلى تصدّع الغرف الادارية.
تضع الادارة الأمر في خانة «سعي العدو لتدمير القطاع التربوي، في سياق تدمير كل البنى الحياتية الجنوبية»، وترى الإدارة، أنّ «مخططه لن ينجح، ستقفل المدرسة، ولكننا نقلنا صفوف الطلاب من السادس حتى التاسع إلى مركز بلدية حاروف، بعد موافقة محافظة النبطية هويدا الترك، وسنستكمل الامتحانات فيها، ريثما تنجز أعمال الترميم».
تنتظر إدارة المدرسة الترميم، ونشرت على صفحتها عبر مواقع التواصل تطلب من الأيادي البيضاء الدعم، غير أنه لم يرد أي اتصال في هذا الشأن، وتقول مصادر الإدارة حتى منظمات الـ NGOS لم تتدخل أيضاً، وتعلق مصادر الإدارة «لو كانت المدرسة تحوي طلاباً سوريين لكان تدخلها سريعاً»، وعن تدخل الدولة أجابت المصادر: «كشف مجلس الجنوب وننتظر التدخل السريع كي لا تبقى المدرسة خارج الخدمة وقتاً طويلاً».