تحدث عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب أحمد الخير، اليوم الأربعاء، عن لقائه بالرئيس سعد الحريري، قائلًا “تكلمنا كثيراً و”كل شي بوقتو حلو”، وقلت للحريري انني سأكون إلى جانبه في جميع المحطات والمواقف، وموضوع عودته إلى البلد والساحة السياسية بيده فقط”، موضحًا أن “شعار “تعو ننزل ليرجع” يؤكد أنه بعد غياب سنتين ما زال الحريري ممثلنا الوحيد ونحن بانتظار عودته، ولا دولة تتحكم بموضوع عودة الحريري إلى لبنان”.
ولفت الخير في حديث لبرنامج حوار المرحلة مع الإعلامية رولا حداد عبر الـLBCI إلى أن “الرسالة هي للداخل وليس الخارج، بأن الحريري علّق عمله السياسي لأنه استنفذ جميع المحاولات والتضحيات، وبأن الطريقة المتبعة لا يمكن اتباعها بعد اليوم، والخذل الذي تعرض له الحريري كان من الداخل، ومن مصلحة الحريري أن يعود إلى لبنان، وهو يريد من الدول أن تدعم لبنان وليس حكومته، ونحن نتكامل مع الحريري وعودته لن تحرجنا”.
إلى ذلك، أشار الخير إلى أن “ما قام به الحريري يُعد تضحية من أجل البلد، ولم يقم بأي تسوية من أجله شخصيا بل من أجل الوطن، وجميع التسويات التي قام بها كان عنوانها الإصلاح”، مشددًا على ألا “ثنائيات شارك بها الحريري كانت من أجل مصالح شخصية، وهو حذر مرارًا وتكرارًا من الانهيار الحاصل، وكان منفتحًا على جميع الأطراف ولم يكن منحازًا، والحريري يعمل تحت دستور الدولة والطائف، والظروف ذاهبة إلى الأفضل”.
وأكد أن “السعودية لا تتكلم سوى بالافضل عن الحريري، وتتعاطى مع لبنان “من دولة لدولة” ولن تتعاون مع اي رئيس حكومة بشكل فعلي أيا كان، والسعودية لم تطلب يوماً من لبنان أي رئيس محدد بل تطلب منا أن نتفق على رئيس وننتخبه، والمملكة العربية السعودية تريد إقامة شراكة طويلة الامد مع الدول الراغبة بالعمل”.
وأوضح الخير أن “لبنان واقع تحت التأثير الدولي والإقليمي وعودة الحريري اليوم مرتبطة بالدولة التي تتبنى نشاطه السياسي”.
إضافة إلى ذلك، اعتبر الخير أننا “نحمّل موضوع العلاقة بين الحريري والسعودية أكثر من حجمه، وأرى أن هناك تطورات قريبة ستفاجئنا، فالسعودية تعتبر الحريري “ابن البيت” وهو يعتبر نفسه “ابن المملكة”، وأرى بالدخول إلى ملف أهل البيت الواحد إساءة لهم”.
وعن غياب السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري عن قائمة زيارات الحريري، قال: “يمكن أن يكون هناك عمل وراء الكواليس وأدعو لعدم التشاؤم”.
ورأى أن “ما حصل اليوم كان استثنائيا، وكان هناك رسائل عنقودية أكدت ان الحريري يجسد زعامة وطنية اساسية على مستوى البلد”، متابعًا: “حالتان استثنائيتان مرّتا على الساحة السنية، وهما فترة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والرئيس سعد الحريري”.
وشدد الخير على أن “النواب السنة متوافقون اليوم على الكثير من الامور منها تطبيق الطائف والتشديد على ان رئاسة الحكومة خط أحمر”.
وأكد أن “ما يجمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالحريري يجمع جميع السنة”، وأردف: “علينا البقاء إلى جانب الحريري، وصحيح انني لست منتسبا لتيار المستقبل ولكن انا إلى جانب الحريري وأؤمن بنهج التيار، ويجب ان ندعم شخص الرئيس الحريري ونهجه البناء”.
إلى ذلك، لفت الخير إلى أنه “ليس من الممكن ان نتقدم إلى الامام من دون ان تأخذ كافة الافرقاء القرار بالتقدم إلى الامام، ولو انتخبنا رئيسا للجمهورية من دون توافق فلن نصل إلى مكان وسنعود إلى نقطة الصفر، والخلاص بتطبيق الطائف”.
وأضاف: “لم ولن يكون لبنان ملحقًا بأي دولة، ولو كان حزب الله الآمر الناهي لكان انتخب الرئيس الذي يريده، ولا يمكن الاستمرار بهذا النهج والحزب يجب أن يراجع خطواته وآخرها فتح الجبهة في الجنوب”.
وتابع الخير: “تكلم الحريري عن الوسطية، وربط موضوع الاعتدال بتطورات المنطقة، وهذا الاعتدال هو ما يبني البلد، والاعتدال يمثل صورة حقيقية عما بدأه الشهيد رفيق الحريري”.
وتوجه الخير للحريري قائلًا: “أخذت القرار وانت تدرك متى تتراجع عنه ونحن دائمًا إلى جانبك”.
علاوة على ذلك، لفت إلى أن “موقفنا الثابت يتمثل بوقوفنا مع القضية الفلسطينية، ولكن حماية لبنان واجب علينا ولذلك طالبنا بتطبيق القرار 1701، ونحن ضد المناوشات التي يقوم بها الحزب على الحدود الجنوبية والتي تؤدي إلى الدمار والموت، وعلى اللبنانيين التوحد خلف السلطة الرسمية التي تمثل لبنان وهذا هو المسار الطبيعي لبناء أي دولة”.
وأشار الخير إلى أن “الموقف الصادر عن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بشأن تطبيق القرار 1701 فُهم بطريقة خاطئة واتخذ منحًا آخر والمفروض أن ننأى عن هذا الصراع القائم”، وأردف: “الاستراتيجية الدفاعية حاجة اساسية ووعد بها الرئيس السابق ميشال عون ولم ينفذها”.
وأوضح أن “ما يخدم البلد هو ان تكون كافة الاطراف وخاصة الحزب خلف رئاسة الحكومة والدولة اللبنانية والنأي بلبنان بحرب لا يتحملها، ومن خلال الحراك نرى ان هناك من يفاوض باسم الحزب، ونتمنى ان يكون “أمن لبنان من أمن اللبنانيين” وليس أمن ايران، كما قال وزير خارجيتها”.
ورأى أن “ما يحمله ميقاتي لا يحمله أحد، وهو لديه حكومة “على صوص ونقطة” وهناك الكثير من الواجبات عليه والمشاكل التي يواجهها ومع ذلك تتم مهاجمته من الجميع، وهو حدد موقفه بأنه مع القرار 1701 وأن قرار الحرب بيد إسرائيل”.
وأعلن الخير أنه “إذا وقعت الحرب مع اسرائيل سأكون مع الدولة ومع “المقاومة” ضد إسرائيل”.
واعتبر أن “المقترح الفرنسي يؤمن المصلحة الاسرائيلية فقط، ويهدف إلى عودة المستوطنين إلى منازلهم ولا يهتم لمصلحتنا، وإذا وقعت الحرب لا يمكننا التفكير بإعادة الاعمار وكيفية تحقيقه بل علينا التفكير بمنع الاسرائيلي من تحقيق اطماعه أولا”.
من ناحية أخرى، قال الخير إن “نوايا رئيس مجلس النواب نبيه بري بالدعوة للحوار كانت صادقة وأكد اننا سنذهب بعد 7 ايام إلى المجلس لانتخاب رئيس، ولكن علينا الذهاب إلى المجلس وانتخاب رئيس وعدم تعطيل الجلسات وعملية انتخاب الرئيس”، مضيفًا: “موضوع انتخاب الرئيس يحتاج إلى حوار من أجل انهاء الشغور، ودوري يتمثل بتأمين نقطة إلتقاء بين الطرحين للوصول الى انتخاب رئيس ولدينا أكثر من طرح للوصول الى المبادرة”.
وأوضح أن “بري لم يتعاطَ يوما معنا بإطار الفوقية ولم يتدخل يوما بخصوصية تكتل “الاعتدال”، وكان حريصا على الوقوف إلى جانبنا”.
وأعلن أن “اللجنة الخماسية عملت على امكانية تمرير الملف الرئاسي وفصله عن الحرب في غزة والنوايا صادقة والمساعي جدية ولكن الداخل لا يتساهل معها ولا يتجاوب، وأي مسعى خارجي إذا لم يواكبه توافق وانفتاح داخلي لن ينجح، و”الخماسية” أكدت انها لا تتبنى أي اسم ولا فيتو على أحد”.
وتابع: “لمست من الموقف القطري والسعودي رغبة جامحة بإنهاء الشغور الرئاسي، وحرص كبير على لبنان”.
وحول استقبال الحريري لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية على العشاء، قال الخير: “البيتان تربطهما علاقة شخصية، والحريري لديه علاقات جيدة مع غالبية الافرقاء ومنهم فرنجية”.
وأكد أنه “عندما يدعو بري الى جلسة، اذا لم يكن لدى النواب مرشح موحد فسيكون لدى الاعتدال الوطني بالدورة الاولى والثانية والثالثة اسم محدد”.
وأشار إلى أن “السؤال المطروح “من هي الاسماء التي عليها فيتو”، أما الآن فالسؤال الابرز من هي الاسماء الصالحة؟”
ولفت الخير إلى أن “الحكومة تتحمل أعباء كبيرة وليس علينا تحميلها المزيد، وميقاتي قام بالكثير من الانجازات وحفظ كرامات اللبنانيين”.