كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
رغم كل ما يشاع عن تجميد الملف الرئاسي راهناً بسبب الانشغال بحرب غزة، لم تتوقف المعارضة عن البحث عن حلول، وتوصلت اللجنة المنبثقة من كتل “تحالف التغيير” و”التجدد” و”الكتائب” و”الجمهورية القوية” بالإضافة الى النائب بلال الحشيمي، في اجتماعها الأخير، إلى مبادرة قد تساعد على انتخاب رئيس للجمهورية.وسيقوم نواب قوى المعارضة، في الايام المقبلة بخطوات عملية تحاكي مقاربتهم لكيفية الخروج من المأزق الحالي حماية للبنان من الحرب ومن اجل انتخاب رئيس يحمي لبنان ويعيد الانتظام الى عمل المؤسسات الدستورية، مؤكدين تمسكهم بموقفهم المتعلق بالخيار الرئاسي الوسطي وبالتقاطع والتصويت للوزير السابق جهاد ازعور، في ظل اصرار الفريق الاخر على فرض مرشحه رغما عن ارادة غالبية اللبنانيين، رافضا ملاقاة الخطوة التي قام بها نواب المعارضة بتنازلهم عن خيارهم الرئاسي افساحا في المجال لملء الشغور في رئاسة الجمهورية. فهل يخرج الدخان الأبيض قريباً من قصر بعبدا؟
النائب وضاح الصادق يؤكد لـ”المركزية” ان النواب الـ31 سيعلنون قريباً عن خطوات عملية باتجاه مبادرة رئاسية، في محاولة للتقدّم في المسار الرئاسي. نحن نعتبر ان الحلّ يجب ان يكون داخليا. وعندما انسحب النائب ميشال معوض من السباق الرئاسي واتجهنا نحو ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور اعتبرنا أنه يمثل حالة وسطية يُفترض على الآخرين التوافق حولها، إلا ان الفريق الآخر أصرّ على مرشحه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية. نحاول ان نضع كل أنواع الحلول كي نتوصل إلى انتخاب رئيس، لكن على الأقل في الحدّ المقبول من المواصفات. ومع شكرنا وتقديرنا لكل الجهود التي تقوم بها الدول العربية واللجنة “الخماسية” وغيرها من الدول لحلّ المشكلة، لكننا نرى أن الحلّ يجب أن يكون لبنانياً”.
لماذا يعتبر الجميع أن الملف الرئاسي بعيد المنال؟ يجيب الصادق: “لأن هناك للأسف فيتو على أي قرار كبير في لبنان ما لم يكن “حزب الله” موافقاً عليه. واليوم “الحزب” يقول انه غير مستعد للبحث في موضوع رئاسة الجمهورية قبل ان تنتهي الحرب في غزة والجنوب، وطالما ان تطبيق الدستور معلّق اليوم بيد رئيس المجلس، فهم يقومون أيضاً بوضع فيتو على تطبيق الدستور والقوانين، لكن في النهاية من جهتنا، نقوم بواجباتنا ونحاول أن نضغط باتجاه ايجاد حلّ لهذا الموضوع، من أجل هذا نحضّر لمبادرة، ما زلنا نعمل على وضع تفاصيلها”.
ويعتبر الصادق ان “هذه المبادرة، ايا كان شكلها، هي مبادرة للكتل النيابية ضمن مجلس النواب. بالنسبة لنا، نرسم خطاً بين المرحلة الماضية التي كان فيها أي موضوع يجب ان يتفق عليه ما يسمى بالزعماء، الى مرحلة جديدة تقول بأن لدينا قوانين ودستورا وبالتالي يجب العمل على تطبيق الدستور”.
ورداً على سؤال يؤكد الصادق ان “التيار الوطني الحرّ” ما زال على تقاطعه مع المعارضة حول ترشيح أزعور. ويضيف: “نتقاطع مع “التيار” كما يمكننا أن نتقاطع غداً مع كتلة “امل” او حتى “حزب الله” على اسم معين. في النهاية، هذا التقاطع ضروري، فمن أجل انتخاب رئيس، يجب ان يتقاطع 86 نائباً على اسم مرشح”.