كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
الى تخوينه و”تحقيره” كل من انتقد فتحه جبهة الجنوب وإنزاله صفة السفالة بهم، وهُم من القيادات الروحية والسياسية.. وكأنه حصل على تفويض شعبي ورسمي وأمني بالقتال، قبل ان يتحرك عسكريا في 8 تشرين الاول الماضي… أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير “أن العدو ليس في موقع فرض الشروط على لبنان (…) وهو يقاتل ضمن حدود وضوابط معينة، والتجربة اليوم ثبّتت موازين الردع وأثبتت أن لدى لبنان قوة رادعة، وإلا كيف ما زال الإسـرائيلي طيلة 4 أشهر يحسب ألف حساب للتوسعة والامتداد؟”، داعياً لبنان الرسمي إلى عدم الخضوع للضغوط والتهويلات الغربية والإسرائيلية، بل إلى التكامل مع إنجازات المقاومة ومنع العدو من انتزاع أي مكاسب، وإلى “وضع شروط إضافية على الـ1701”.
قبيل دعوة نصرالله الدولة اللبنانية الى التشدد في موضوع المفاوضات التي يتحرك على خطها اكثر من وسيط دولي، ابرزهم الاميركيون والفرنسيون، كان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يؤكد ان لبنان يتمسك بالـ1701، حرفيا. فقال “نحن مع تطبيق القرار ١٧٠١ كاملا ونريد خطة لدعم الجيش بكل المقومات. نحن اليوم امام خيارين، إما الاستقرار الدائم الذي يشكل افادة للجميع واما الحرب التي ستشكل خسارة لكل الاطراف”. وعن المبادرة الفرنسية قال “نحن نقدر المساعي الفرنسية لدعم لبنان، ولكننا لم نتبلغ من الجانب الفرنسي ورقة رسمية، بل ورقة افكار طلبوا الاجابة عليها”. واشار الى انه سيعقد “الكثير من اللقاءات والاجتماعات مع العديد من المسؤولين الدوليين خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ يومي الخميس والجمعة المقبلين من بينها مع اموس هوكشتاين، لمعرفة اين اصبحنا في مسار التهدئة واعادة الاستقرار”.
انطلاقا من هنا، تسأل مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”، عما اذا كان موقف لبنان الرسمي سيتبدّل بعد مطلب نصرالله العلني. وتُذكّر في السياق، بأن الحكومة اللبنانية، اصطفت منذ اللحظة الاولى لعملية 7 تشرين، ومنذ فتح حزب الله الجبهة الجنوبية لمساندة غزة، في 8 تشرين الماضي، خلف حزب الله. ففي وقت كان يعمل الموفدون لايجاد حل يبعد شبح الحرب الاسرائيلية “الشاملة” عن لبنان، ويمنع تمددها من الجنوب الى كامل اراضيه، تبنى ميقاتي والخارجية اللبنانية، مقاربة حزب الله في التعاطي مع هذه المساعي. فرفضا، تماما كما رفضت الضاحية، الفصل بين جبهتي الجنوب وغزة، وأكدا رفض الحكومة للحلول المجتزأة التي تعنى بلبنان وحده، مطالبة بأن يكون الحل شاملا، بمعنى اوضح: لا هدوء في الجنوب قبل الهدوء في غزة.. كما ان بيروت، وبعد اعلان حزب الله ان اسرائيل هي التي تخرق القرار 1701، وعليها هي ان تلتزم به قبل ان يلتزم به لبنان، اعتمدت المطلب نفسه، وأبلغته الى كل الدبلوماسيين العاملين لتنفيذه في اسرع وقت.
في ضوء كل هذه الوقائع، تقول المصادر، ان السؤال عن موقف لبنان الرسمي بعد كلام نصرالله، مشروع. فهل سيتشدد ميقاتي والوزير عبدالله بوحبيب اكثر في محادثاتهما مع المجتمع الدولي ويضعان شروطا اكبر، على اسرائيل ان تنفّذها، قبل ان يتقيّد لبنان بالقرار 1701؟ واي تداعيات لموقف رسمي كهذا على الاوضاع الامنية جنوبا ولبنانيا؟