شدد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض على “ضرورة التنبه للموارد الموجودة في بلدنا فلا يحصل هدر لها بل تتم الإستفادة منها إلى أقصى حد”، داعيا في هذا السياق إلى “إعادة التفكير بالبرامج والمشاريع الموجودة في وزارة الصحة العامة لتدعيمها بموارد محلية لأن هذه الموارد الموجودة ورغم محدوديتها، تشكل ضمانة أكيدة لاستمرارية البرامج والمشاريع”.
كلام الوزير الأبيض جاء خلال حفل تكريم فريق العمل السابق للبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في لبنان والذي تخلله عرض لأبرز إنجازات البرنامج منذ تأسيسه في لبنان قبل خمسة وعشرين عاما بإدارة الدكتور مصطفى النقيب، وذلك بدعوة من الشبكة اللبنانية للجمعيات العاملة على السيدا (LANA) وحضور عدد كبير من الفاعلين وصانعي القرارات من مختلف الوزارات والجمعيات غير الحكومية المحلية والعالمية ووكالات الأمم المتحدة والنقابات ورجال الدين والجامعات.
ونوه الأبيض في كلمته ب”الجهود التي بذلها الدكتور النقيب وفريق العمل في البرنامج الوطني للسيدا لافتا إلى أن البرنامج بلغ درجة عالية من الإمتياز فلم يكتف بخدمة المجتمع فقط بل رفع إسم لبنان عاليا”، مشيرا إلى أنه “سمع هذا الإطراء للبرنامج في مؤتمرات خارجية في جنيف ونيويورك”.
وتابع: “إن الصعوبات المالية التي شهدها لبنان حتمت إيجاد وسيلة لتأمين استمرارية البرنامج والمحافظة على تميزه، شاكرا للشركاء دعمهم لتأمين انتقال سلس. ولاحظ وزير الصحة العامة أن البرامج القائمة على المساعدات تبقى دائما مهددة بتوقف الدعم أو تخفيضه”.
ولفت إلى أن “الأزمة التي تشهدها الأونروا أبلغ دليل على ذلك، كاشفا أن الـUNHCR أبلغت الوزارة أن موازنتها قد خفضت وكذلك الأمر بالنسبة إلى منظمات مانحة أخرى وهو ما يشكل دافعا أساسيا لأن تتمتع برامجنا ومشاريعنا بجزء أساسي من التمويل الذاتي”.
وإذ وعد بأن “وزارة الصحة العامة هذه السنة سترصد مبالغ تمويلية من موازنتها كي تؤمن استمرارية البرامج الأساسية التابعة لها، توقف وزير الصحة العامة أمام تأثير الأزمة الإقتصادية على هذه البرامج”.
وقال الأبيض: “إن لبنان لم يكن بلدا غنيا ولم يصبح بلدا فقيرا. ففي لبنان موارد وقدرات ولكنها محددة؛ لذا يجب أن تكون البرامج الوطنية على قدر إمكاناتنا وهذا أمر أساسي لتأمين الإستمرارية. أما إذا كان أكثر من خمسة وتسعين في المئة من البرامج بتمويل خارجي فمن المستحيل تأمين الإستدامة لفترة طويلة لأن لا أحد يعطي شيئا بالمجان. لذا من واجبنا إعادة التفكير بالبرامج الموجودة لدينا والتعاون على حسن استخدام الموارد الموجودة في لبنان من دون أي هدر لها كي نضمن تمويل برامجنا واستدامتها من دون توقف أو تعثر”.
وكانت مديرة جمعية العناية الصحية للتنمية المجتمعية الشاملة وممثلة شبكة الLANA قد افتتحت حفل التكريم منوهة بالعلاقة الإيجابية التي بناها البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في لبنان مع الجمعيات غير الحكومية والتي تميزت بالثقة والشراكة والتنسيق والتشبيك من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية الوطنية للإستجابة لفيروس نقص المناعة البشري”.
كذلك أشادت المستشارة الإقليمية لوحدة مكافحة الإيدز والتهاب الكبد الوبائي والأمراض المنقولة جنسيا بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط الدكتورة جمانة هرمز بنجاح البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز كبرنامج نموذجي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أما المسؤول التقني في مكتب منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور إسماعيل معتوق فركز على أهمية متابعة عمل البرنامج في ظل تتالي الأزمات لتأمين عدم انقطاع الأدوية.
بدورها ركزت رئيسة الفريق التقني في منظمة الصحة العالمية الدكتورة إليسار راضي على “تميز الدكتور مصطفى النقيب وجرأته في تأمين التعامل الجيد والمهني للبرنامج مع مواضيع حساسة وشائكة، بالرغم من التحديات الإجتماعية والثقافية التي تواجه فيروس السيدا ومن يلتقطه”.
من جهته دعا مدير شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “للحد من مخاطر استخدام المخدرات السيد إيلي الأعرج إلى بقاء الإستجابة للإيدز أولوية في وزارة الصحة العامة من أجل متابعة ضبط انتشار الفيروس.
وفي كلمة “من القلب” عرض رئيس الجمعية اللبنانية للسيدا الدكتور جاك مخباط أبرز إنجازات البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في لبنان، ملقيا الضوء على التحديات التي واجهته والإستراتيجيات التي اعتمدها للتغلب عليها مشددا على ضرورة التصدي الدائم لما يعاني منه المتعايشون مع الإيدز من وصمة.
وختاما سلم الأبيض درعا تكريمية الى الدكتور مصطفى النقيب الذي شكر الحاضرين على مبادرتهم الكريمة وتمنى على الفريق الذي استلم إدارة البرنامج متابعة المسيرة مبديا كامل الإستعداد للدعم إذا ما دعت الحاجة لذلك.
كما كانت دروع تكريمية لكل من الدكتورة ريما فاني فرزلي، السيدة عبير حصروني، السيدة سارة أبو فخر، السيدة غلوريا الصفدي، السيدة تمارات عبد الله والسيد إيلي شعلة.