تقرير ماريلين عتيّق:
في عالم يعج بالتحديات الصحية، يشكل مرض السرطان واحدًا من أبرز المخاطر التي تواجه البشرية في العصر الحديث. وعلى الرغم من أن الوراثة تلعب دورًا مهمًّا في احتمالية الإصابة به، إلا أن عوامل بيئية عدة قد تؤثر بشكل كبير في تطور المرض. ومن بين هذه العوامل، عادات التغذية، مستويات النشاط البدني، وتعرّض الشخص للملوثات البيئية.
وتعد التغذية السليمة جزءًا أساسيًّا من الاستراتيجيات الوقائية ضد هذا المرض الخبيث، ويمكن أن تساعد المريض خلال فترة علاجه.
في هذا الإطار، أكد إختصاصيو التغذية في عيادة “elie saade dietary clinic”، أن “الطعام هو أحد العوامل المسببة لمرض السرطان، فقد بيّنت الدراسات أن البدانة والنظام الغذائي غير الصحي، يزيدان من خطر الإصابة بحوالي 30%”.
وأفادوا في حديث لموقع IMLebanon، بأن “هناك مواد غذائية مرتبطة مباشرة بالخلايا السرطانية، وهي الدهون الغذائية وخاصة المشبّعة والمتحولة والموجودة في اللحوم الحمراء والسمنة والزبدة، والمواد الحافظة المستخدمة لإطالة أمد الطعام مثل النترات والنتريت الموجودة في النقانق والسجق واللحوم المعلّبة، بالإضافة إلى الكحول فالمعدّل الآمن هو كأس واحد للنساء وكأسان للرجال”.
وتابعوا: “تبيّن أن طريقة طهي المأكولات مرتبطة أيضًا بهذا المرض، فيعد شوي الطعام على الفحم أسوأ طريقة، ويأتي الطهي على الغاز في المرتبة الثانية، أما الطريقة الصحية فهي استخدام الفرن، لأنه بذلك لن يكون هناك اتصال مباشر مع النار”.
وشددوا على أن “التغذية السليمة تلعب دورًا مهمًّا في موضوع الوقاية من السرطان أو حتى خلال فترة العلاج في حال الإصابة، فالنظام الغذائي السليم يساعد المريض على محاربة الإلتهابات”.
في السياق، أوضح الاختصاصيون أن “الأهم بالنسبة لمريض السرطان، هو أن يحافظ على معدّل العضل في جسمه ليبقى قويًّا وقادرًا على المحاربة”، مضيفين: “عادة الذين يخضعون للعلاج الكيميائي يفقدون الشهية على الأكل ويعانون من الغثيان، لهذا السبب يخسرون وزنًا وبالتالي جزءًا من الكتلة العضلية، لذلك ننصح دائمًا بأن تكون وجباتهم خفيفة وصغيرة وأن يتم تقسيمها إلى حوالي 5 وجبات”.
وكشفوا عن أن “هناك عناصر غذائية موجودة بشكل طبيعي في بعض الأطعمة، وتساهم في إبطاء نموّ الخلايا السرطانية، وهي:
-الـphytochemicals الموجودة في الفاكهة والخضار مثل الطماطم، الرمان، البرتقال، الحامض، الفليفلة الخضراء، الروكا، السبانخ.
-الـpolyphenol الموجودة في بعض التوابل مثل العقدة الصفراء والكاري، وفي الشاي الأخضر، والتوت والعنب الأحمر.
-الـglucosinolate الموجودة في الخضار الورقية مثل الكرامب، الملفوف، البروكلي والقرنبيط
-الـ Beta-carotene الموجودة في المانغا واللقطين والجزر
-الفيتامين c الموجود مثلًا في الفليفلة والكيوي”.
ونصحوا الأشخاص وتحديدًا مرضى السرطان، بـ”اتباع نظام غذائي غني بالألياف والمعادن والفيتامينات، وتفادي الخبز الأبيض واعتماد خبز القمحة الكاملة أو الشوفان، وتناول أجبان وألبان إما خالية من الدسم أو مخفضة الدسم، والإكثار من تناول السمك والدجاج والتخفيف قدر الإمكان من اللحوم الحمراء”.
وأشار الاختصاصيون، إلى أن “المكملات الغذائية لا تحمي من السرطان، ولا تساعد المريض في فترة العلاج، كما أنه من الممكن أن تؤثر سلبًا عليه، علمًا أنه لن يحتاج إليها إذا كان يتبّع نظامًا غذائيًّا طبيعيًّا ومتوازنًا، ما سيساعده على امتصاص الفيتامينات ومضادات الأكسدة”.
صحيح أن الطعام ليس العامل الوحيد المسبب لمرض السرطان، ولكنه مرتبط بشكل مباشر به، فقد أكدت الدراسات العلمية وجود علاقة وثيقة بين النظام الغذائي وزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة منه، مثل سرطان القولون والثدي والبروستات.
“ولأنو ما حدا فوق راسو خيمة”، من المهم اتباع حمية صحية ومتوازنة تجعلكم قادرين على محاربة المرض الخبيث. والغذاء لا يعمل بمفرده في الوقاية من السرطان، ولكنه جزء لا يتجزأ من نمط حياة صحي، يشمل أيضًا ممارسة الرياضة بانتظام والابتعاد عن التدخين والكحول.