كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
لفت عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” في بلدة الصرفند لشهيده حسن حسين خليفة الى أن “العدو الإسرائيلي يوميا يهدد ويتمادى في قصف القرى والبلدات لأنه عاجز ومأزوم في غزة، لذلك فهو يهدد ويرتجف لأنه يدرك أن المعركة مع لبنان ستكون أصعب وأشد”، مشيرا الى ان “العدو الإسرائيلي، وبلسان كبار العسكريين، يقولون إن أكثر ما تخشاه إسرائيل في هذا الزمان هو المواجهة الواسعة مع حزب الله في لبنان، لأنهم يدركون قوة ومعادلات ومفاجآت المقاومة، ويدركون أن صواريخ ومسيرات المقاومة الإسلامية في لبنان قادرة على أن تطال كل المدن والمستوطنات والمطارات، وكل المرافق الإستراتيجية الإسرائيلية على امتداد الكيان الإسرائيلي”. وقال “كل التهديدات متواصلة يقابلها استعداد متواصل من المقاومة، وهي استعدت لاحتمالات توسعة الحرب، وقرار المقاومة الرد السريع والشديد على أي تصعيد بالتصعيد، والتهجير بالتهجير، والتدمير بالتدمير، وهم يعلمون أن رجال حزب الله هم رجال الميدان وصناع الانتصارات”.
في مقابل “استعدادات” حزب الله للحرب، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ان اسرائيل باشرت هذه الحرب فعلا. في الساعات الماضية، تجلّت هذه الحرب في “افظع” مظاهرها، حيث استهدف الجيش الاسرائيلي منطقة سكنية في مدينة النبطية بغارة تسببت بمقتل شهداء و سقوط جرحى، من عائلة برجاوي، وقد نفذت هذه المجزرة مسيرة، بصاروخ موجه على شقتهم السكنية وسط المدينة. وتمكنت فرق الاسعاف والاغاثة بعيد منتصف ليل الاربعاء من انتشال الطفل حسين علي عامر من تحت الانقاض حيا، بعد اكثر من 4 ساعات من البحث عن ناجين، فيما تم سحب 5 جثث تعود لصاحب الشقة الوالد حسين أحمد ضاهر برجاوي وابنتيه اماني حسين برجاوي و زينب حسين برجاوي، وشقيقته فاطمة أحمد برجاوي، وابن ابنته زينب الطفل محمود علي عامر، وتم نقلهم الى مستشفيات النبطية.
الضربات اذا لم تعد توفر المدنيين والاطفال، كما ان اسرائيل باتت تغير وتقصف في اعماق الجنوب، حيث تصل عملياتها الى النبطية وجزين… في الموزاة، الحزب الذي ينفذ ضربات في الشمال الاسرائيلي، تُسقط ضحايا حينا، وتوقع اصابات في البشر وفي التجهيزات العسكرية الاسرائيلي أحيانا، لا يزال في مرحلة التحضير للحرب، اي انه لم ينخرط فيها بعد.
واذا كان هذا التريث مفهوما، بما ان بات من المعروف ان ايران لا تريد توسيع الحرب، وقد طلبت من الضاحية عدم الانجرار وراء ما تسعى اليه اسرائيل، فإن المصادر تحذّر من ان يكون ما نعيشه وسنعيشه في المرحلة المقبلة، كناية عن حرب حقيقية اسرائيلية على الجنوب، “مِن طرف واحد”، تقتل مدنيين وتدمر مبان وبنى تحتية، وتكرر السيناريو الغزاوي في لبنان وتعيد الجنوب الى العام 2006… والسؤال الاكبر: اذا كان القتلى لن يعودوا.. مَن سيعوّض الخسائر ويعيد الاعمار والبناء هذه المرة؟