كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
قد يخال لمَن استمع الى مواقف الرئيس ميشال عون الاخيرة، وبعده لتلك التي اطلقها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان تفاهم مار مخايل سقط وانتهى. عون بكل وضوح وبلا قفازات قال: في لبنان لسنا مرتبطين مع غزة بمعاهدة دفاع ومن يمكنه ربط الجبهات هو جامعة الدول العربية، لكن قسما من الشعب اللبناني قام بخياره، والحكومة عاجزة عن أخذ موقف، والانتصار يكون للوطن وليس لقسم منه. وأشار إلى ان “القول إن الإشتراك بالحرب استباق لاعتداء إسرائيلي على لبنان هو مجرد رأي والدخول في المواجهة قد لا يبعد الخطر بل يزيده”.
اما باسيل فأعلن امس “لسنا مع تحميل لبنان مسؤولية تحرير فلسطين، فهذه مسؤولية الفلسطينيين، واننا لسنا مع وحدة الساحات اي ربط لبنان بجبهات اخرى، وتحديداً ربط وقف حرب الجنوب بوقف حرب غزّة، مع فهمنا لدوافعها، واننا لسنا مع استعمال لبنان منصّة هجمات على فلسطين. وباختصار لا نريد أخذ لبنان الى الحرب اذا كان القرار في يد لبنان او المقاومة فيها”.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن هذه المواقف تصيب وتنسف علّة وجود حزب الله وتناقض منطقَه وعقيدتَه كليا، وتذهب في الاتجاه المعاكس تماما لقراءة الحزب لتطورات المنطقة ولمقاربته للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني ولكيفية انهائه، ذلك ان “وحدة الساحات” بين فصائل الممانعة واذرع ايران في المنطقة اساسية وتعتبر انها كلّها اجزاء من “جسد” واحد. اما الدفاع عن الفلسطينيين ونصرتهم، ففي نظر حزب الله، امر مفروغ منه ايضا.
اما في الداخل، تتابع المصادر، فإعلان “الرئيس الفخري” للتيار ان “الحرب الاستباقية لمنع اسرائيل من الاعتداء على لبنان مجرد رأي وهي قد لا تبعد الخطر بل تزيده”… يضع ايضا إصبعه عالجرح، ويتبنى منطق الفريق المعارض السيادي في البلاد، الذي يكرره منذ سنوات، لناحية ان سلاح حزب الله يعرض لبنان للاخطار ولا يحميه.
في عود على بدء، وفي ظل هذا التباين الكبير، تقول المصادر ان الحديث عن سقوط تفاهم مارمخايل لن يكون ممكنا اذا لم يكمل التيار استدارته واعلن رفضه امساك الحزب وحده بالسلاح وتفرّده بقرار الحرب والسلم، وطالب بنشر القوى الشرعية وحدها في الجنوب اللبناني وعلى الحدود… فهل يفعل؟ اذا أحجم فإن هذه المواقف البرتقالية ستكون لـ”الحرتقة” على الحزب وللرد على تخليه عن التيار رئاسيا وحكوميا ولمحاولة فتح باب التفاوض بين الفريقين مجددا، وايضا لرفع شعبية التيار في الشارع المسيحي، لا اكثر ولا اقل!